الثلاثاء - 22 فبراير 2022 - الساعة 09:39 م بتوقيت اليمن ،،،
طارق القحطاني
يطرح مراقبون تساؤلات حول مدى الجاهزية العسكرية للجيش الأوكراني وذلك وسط انتشار تكهّنات باستعداد روسي لاجتياح الأراضي الشرقية لأوكرانيا، عقب حشدها 100 ألف جندي وتدشينها مستشفيات ميدانية على مقربة من الحدود الأوكرانية.
أصبح الجيش الأوكراني متمرّساً في المعارك وأفضل تجهيزاً من ناحية المعدّات وذلك بفضل سنوات من الصراع منخفض الحدّة مع الانفصاليين المدعومين من روسيا (Reuters)
يُحذّر محلّلون عسكريون مِن أنّ طبول الحرب تُدَقّ الآن بين روسيا وأوكرانيا، مُنذِرةً بمعارك تُعدّ الأكثر خطورة في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
ويطرح مراقبون العديد من الأسئلة حول مدى الجاهزية العسكرية للجيش الأوكراني مقارنةً بما كان عليه الحال عام 2014 عند اندلاع الحرب بين القوات الحكومية الأوكرانية والانفصاليين المدعومين من روسيا، وهل تسبّبت تلك الحرب في تطوّر وتراكم الخبرات والقدرات العسكرية والميدانية لكييف، أم جعلتها منهكةً أكثر؟ وإلى أيّ مدى تستطيع الصمود في وجه اجتياح روسي محتمل؟
*القدرات العسكرية الأوكرانية مقارنةً بنظيرتها الروسية*
أنفقت أوكرانيا نحو 3.4% من ناتجها المحلّي الإجمالي على الدفاع في عام 2019، مسجلةً ارتفاعاً من 2.2% عام 2014، فيما أنفقت روسيا 3.9% في عام 2019. ورغم تقارب نسب الإنفاق، غير أنّ إجمالي الناتجين المحليّيْن لموسكو وكييف متباعد كلّ البُعد، وهو ما يجعل ميزانية الأولى الدفاعية نحو 65 مليار دولار، فيما تنفق أوكرانيا نحو 5.2 مليار دولار فقط، بحسب معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام.
ورغم التطوّر النسبي من الناحية العددية والتنظيمية الّذي يتمتّع به الجيش الأوكراني اليوم، وأنّه لم يعد بحاجة للاعتماد على كتائب المتطوعين الّتي استُدعيت على عجل عندما اندفعت القوات الروسية لأوّل مرة لدعم المتمرّدين المحليين عام 2014، فإنّ الكفّة لا تزال تميل بشكل كبير جداً نحو روسيا عند عقد مقارنة لعدد القوات، حيث تمتلك كييف نحو 250 ألف جندي نشط و900 ألف جندي احتياطي آخر، بينما تمتلك روسيا ما يزيد عن مليون جندي نشط ومليوني جندي احتياطي.
وفي الوقت ذاته، تحتلّ أوكرانيا المرتبة الـ13 في العالم في عدد الدبابات بـ2430 دبابة، والسابعة في عدد المدرّعات بـ11 ألف و435 مدّرعة، غير أنّ روسيا تحتلّ المرتبة الأولى عالمياً بعدد الدبابات بنحو 13 ألف دبابة، والثالثة في تصنيف المدرّعات بما يزيد على 27 ألف مدرّعة.
ورغم محاولة كييف تطوير قدراتها العسكرية من خلال عقد صفقات واسعة والحصول على دعم غربي، إضافة إلى شرائها مُسيَّرة "بيرقدار TB2" من تركيا، إلّا أنّها لا تزال تعتمد بشكل كبير على الدبابات والطائرات والسيارات المدرّعة التي تعود إلى الحقبة السوفيتية، مواجِهةً مشكلة حقيقة في عملية تحديث قواتها، على الرغم من التهديد المستمرّ من روسيا، والّتي على النقيض من ذلك شرعت في حملة تحديث واسعة النطاق منذ عام 2008.
وتفتقر أوكرانيا إلى أنظمة دفاع فعّالة مضادة للطائرات والصواريخ يمكنها التصدّي للهجمات الروسية الدقيقة على البنية التحتية والأهداف الاستراتيجية الأخرى.