انفوجرافيك: العميد المحمدي يلتقي مجلس القوى المدنية والحقوقية الجنوبية بالمحافظة للاستعداد لفعالية حضرموت أولًا بالمكلا

انفوجرافيك: العميد المحمدي يعقد لقاءً تشاوريًا بمنسقية انتقالي جامعة حضرموت للتحضير لفعالية حضرموت أولًا بالمكلا

إنفوجرافيك الدعم الإماراتي السخي المقدم لمحافظة شبوة لتعزيز التنمية والاستقرار





مقالات


السبت - 05 يوليو 2025 - الساعة 06:59 م

الكاتب: د.فضل عبدالله الربيعي - ارشيف الكاتب



نحتار في انتقا الحديث عن الشخص الذي لا يمكن ننساه،
فماذا نقول ومن أين نبدأ حياتهم المليئة بالمأثر والمواقف والدروس. في الامس القريب غادر زميلنا د.سالم الحياة ، وهو الخبر الذي لم نفوق بعد من هول تلك الصدمة التي تلقيناها في إجازة عيد الأضحى قبل شهر تقريبا، بوفاة الدكتور الشهم المٌخلق الاكاديمي د. سالم ناصر سريع ، وهو من أعز الأصدقاء الذين عرفتهم في مسيرة حياتي الشخصية، وهنا أعترف بعجزي عن الحديث الشامل الذي يوفي بحق عن هذه الشخصية المعروفة للكثيرين الذين عايشوها ، فماذا نكتب وماذا نقول في لحظات الحزن التي تعيقنا عن ذلك، فحديثنا هنا لن يكون كافيا، حينما تذكر بأنه قد رحل عنَا تتدفق مشاعر الحزن الشديدة التي توثر على النفس وتتلعثم أفواهنا ويرتعش القلم بين أصابعنا، إلاَ أن أقل واجب نقوم به هو الاستجابة لطلب الإخوة الافاضل القائمين على فعالية أربعينية الفقيد الصديق الصدُوق القريب إلى قلبي، لقد مررنا بتجربة صداقة مثالية نقية صافية متجددة باستمرار أنا والمرحوم منذ عشرون سنة تقريبا عندما كان في المرحلة الأخيرة من الدراسة في كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية أنه الطالب المتميز الذي زينة قاعة ابن خلدون في الجامعة بلوحة تجريدية تحمل ملامحه في حفل التخرج ، فهو الطالب النبيه الذكي الحائز على مرتبة الشرف في دفعته الدراسية، وهو الغني بمعارفه ومعاملاته مع كل زملاءه وأساتذته الذين أحبُوه .
نقف اليوم نتذكره، نتذكر كيف كان بيننا بالأمس القريب، في الوق الذي لازلنا غير قادرين على تحمل واستساقة ما جرى ؟

لقد كان مماته شديد الوطأة على كل من عرفه وحبه، واشد مرارةً على عائلته وابناءه وأم والاده (طالب وناصر وسريع) و اخوانه خالد و....
ندعو الله ان يصبّرهم وان يجعل مثواه الجنة..
لقد كان حضور الدكتور سالم سريع في الوسط الاجتماعي والسياسي والعلمي، حضورا ساطعا ناقدا فدا، مخلصا عصاميا رحيما ومعلما في معاملاته، متواضعا ،متواصلا نصوحا مع كل اصدقاءه، نزيها شريفا عفيفا خلوقا مع الجميع..
كان عميقا في قراءته الرشيدة للواقع وانتقاداته اللاذعه ونباهته المدهشه، وتمرده الكاسح على نمطية الانا والعصبية وتقديس الذات .
كان مثالا للفارس المقدام في جود الأرض.. والطائر المحلق في سماء الآمال وطنيا عربيا إنسانً... كان مومنا بان الحقوق عائدة مهما طال الليل والبطش والتهميش وتزاحمت الاجندات ...

مشيئة ربنا الاكرم كانت قد خطفت علينا واحدا من الواعدين كما عبرت عنها مواقفه وتفاصيل مسيرة حياته العلمية والاجتماعية..
سنظل نذكُر ونتذكر فقيدنا المرحوم نذكره بما كان بينا، وما هو باقي ومستمر في حياتنا .

لقد ارتبطت معرفتي بالمرحوم منذ سنوات الدارسة الجامعية في رحاب جامعة عدن واستمرت معرفتي بالفقيد إلى يوم مماته بساعات كانت معرفتي كامنة تتلمس كثير من تفاصيل حياته الذي عانا الكثير دون أن يعرف الكثيرون من المقربين إليه عن ما يعانيه ، كان كتومًا كريما إلى ابعد الحدود.
أستطيع القول بانه كان شجرة مغروسة في مجرى المياه تعطي ثمارها في اوانها ،ورقها لا يذبل. كان قلبه نابضا بحب الوطن كان زاهدا في سلوكه ... تبلورت شخصية الرائقة مع صراع الهوية والحضارة كانت الجغرافيا والتاريخ والمعاناة والظلم قد صنعت منه طاقة ثائرة متجددة ..

يتحلى بقدر عالٍ من سمات الرجولة والتحدي والنزاهة وهذا امر ليس بغريب على شخص ينتمي لأسرة فاضلة افنت حياتها في خدمة الجميع وقدمت الكثير لهذا الوطن بصمت دون ان تأخذ الا الشهادة ورضا ربنا. فوالده المرحوم المناضل الوطني المخلص ناصر سريع الذي بقي مع قلائل من الناس متمسكا بالمبادئ الوطنية بعد حرب اجتياح الجنوب الظالمة في 1994م. فقيدنا الغائب الحاضر لك منّا العهد بان نسير على دربك في إعلاء قيم المحبة والصداقة والتسامح والخير .
اللهم ارحمه واسكنه فسيح جناتك يأرب العالمين