في مطلع ستينات القرن الماضي , وفي ظل وجود الاحتلال البريطاني , انشات بريطانيا مطار بيحان الدولي في مدينة العلياء , كمطار عسكري استخدمته لخدمتها , نتيجة بعد المسافة من بيحان الى عدن والتي تصل الى حوالي 650 كيلو متر , عبر طريق وعره جدا . يستغرق المسافر ايام في هذه الطريق في رحلة من بيحان الى عدن والعكس .
كانت انواع واحجام عديدة ومختلفة من الطيران تهبط في مطار بيحان الدولي منها العسكرية والمدنية ,حيث حافظت بريطانيا على هذا المطار طوال فترة وجودها وانشاءت بجانبه معسكر لما عرف بجيش الليوي التابع لبريطانيا.
مطار بيحان مابعد الاستقلال الوطني1967م
حافظ النظام في الجنوب منذو ال 30 من نوفمبر من العام 1967م بقيادة التنظيم السياسي الجبهة القومية على المطار , واستمر يؤدي خدماته كما هي , وفي عهد جمهورية اليمن الديمقراطية في فترة الحزب الاشتراكي اليمني , استمر المطار يؤدي دوره للمواطنين بمعدل رحلتين بالاسبوع عبر طيران اليمداء , وايضا تهبط بالمطار عدد من الطيارات المختلفه , واصبح المطار يستخدم للاغراض العسكرية والمدنية , بينها يتم اسعاف المرضى , حيث لايتجاوز فترة السفر من بيحان الى عدن جوا حوالي الساعة الا ربع فقط وربع ساعة الى عاصمة محافظة شبوة , بينما عبر طريق البر يستغرق المسافر عدة ايام , ويموت بعض المرضى بالطريق الوعره . وتكلف التذكرة حوالي 120 شلن من ايجار عامل الاجر اليومي حينها البالغ 150 شلن . اما طلاب المدارس والكليات فسعر التذكرة لاتتجاز اثنين دينار اي اربعين شلن فقط .
نتيجة وجود المطار يتم اسعاف حالات الولادة المتعسره, وذبح الخروف ببيحان وتناول الغذاء علية بعدن
قدم المطار خدمات كبيرة جدا للمواطنين من بيحان
وعسيلان وعين وماجاورها , حيث يقوم المسافرين بحمل بعض الاغراض عند السفر لاقاربهم بعدن مثل اللحم من الريف, حيث يتم ذبح الخروف في بيحان ويتم تناول وجبة الغذاء عليه بعدن بعد طباخته, وايضا مثله القات الذي كان مسموح به يومي الخميس والجمعة.
اما المرضى فيتم ترحيلهم عبر طيران اليمداء , الا في حالات التعسير بالولادة للمراءة فكان يتم ارسال مروحية من عدن مباشرة لاي مريضة بنت مسؤل او بنت فقير او فلاح , لنقل المريضة الى عدن لاجراء عملية الولادة , حيث تصل مطار عدن بخورمكسر وسيارة الاسعاف جاهزة لنقلها للمستشفى مباشرة.
بعد العام 90م استمرت رحلات طيران اليمداء تمارس رحلاتها بشكل طبيعي من المطار والى عتق وعدن بمعدل رحلتين بالاسبوع , وبدات تدريجيا تتلاشى في العام 91م , حتى تراجعت الى رحلة واحدة بالاسبوع ومن ثم رحلة بالاسبوعين , حتى توقف المطار عن العمل كليا في العام 93م , وكان الامل مازال يحذو الكثيرين , حتى تم خصخصة شركة طيران اليمداء الجنوبية واندمج اسطولها ضمن اسطول شركة اليمنية التابعة للشمال , وتبعثرت امال الكثيرين بعودة عمل المطار للعمل , ولو حتى بسعر مرتفع للتذاكر , وكانت الحجج كثيرة منها ان المطار اصبح صغير وبنيت المنازل حوالية ومن الصعب هبوط اي طيارة فيه .وتحول مطار بيحان الدولي بعد اجتياح الجنوب في العام 94م , الى مطار عسكري , تهبط في المروحيات العسكرية فقط, لنزول اللجان والوفود العسكرية والامنية الى بيحان , وايضا لاي اعمال عسكرية اخرى , او لاحضار الرواتب بعض الاحيانا للعسكريين , اما المواطن فقد حرم من خير هذا المطار , واصبح يقطع بالسفر برا من بيحان الى عتق قرابة ثلاث ساعات تسع الى عشر ساعات من بيحان الى عدن . حيث يتوفى الكثير من المرضى بالطريق بعد اقرار نقلهم الى عتق او عدن , نتيجة بعد المسافة ووعورة الطريق .
اصبح مطار بيحان الدولي من عداد الماضي , حيث دمرت ارضيته وصالة المسافرين , واصبحت جوانبه مرمى للنفايات , برغم بذل اداراته المتعاقبه الكثير من الجهود , اسفرت عن تسويره , وابرزها جهود الشيخ المرحوم عبدالقادر حسين الزهماء رحمه الله , وايضا الادارة الحالية والتي ظلت محافظة على سور المطار, على امل ان ياتي من المسؤلين من يلفت لفته لهذا المطار لاصلاحة واعادته للعمل من جديد , برغم الزحف العمراني على جوانبه , ولازال يحذو الكثيرين امال لاعادته للعمل للتخفيف على المسافرين والمرضى . ويبقى الامال معلقه على محافظ محافظة شبوة السلطان عوض محمد ابن الوزير العولقي , للالتفات لمطار بيحان واعادة تشغيله من جديد .
