الأربعاء - 27 مارس 2024 - الساعة 03:28 ص
خلقت العاصفة لتموت في اعصارها .
هكذا اراد الموجه الدولي لعاصفة الحزم في اليمن ، كسر لارادتها الوطنية والعربية معا ، وتحويلها الى خبالا للعمليات العسكرية لا انتصارا لها ، لذلك من الصعب الحكم بنجاح العاصفة ، والاقرار باخفاقها ، وفقا وقواعد الاشتباكات وسير المعارك العسكرية في الجبهات الحربية . تحقيقا لرغبة القوى الدولية الموجهة للحرب اليمنية التي اعتمدت على عنصر الصدمة لكافة الاطراف المشاركة فيها لدرجة افقدتهم صوابية التفكير والتمعن في اهدافها ، مما اوقعهم جميعا تحت تأثيرها ، والاستجابة العمياء لموجهات تحريكها والتصرف في مساراتها الميدانية و القتالية الى حين كف اعاصيرها الهوجاء الفاقدة لمركز الثقل والاهداف في الحرب ، لتعطي خصومة الدين والعقيدة المصطنعة باحكام بعدا عميقا في العداوة قادرا على انبعاث ركام ماضيها بكل سهولة لتسد بصيرة القرار السياسي في عاصفة الحزم بدرجة رئيسة ، وتبقيها رهينة للمجهول من الحرب واهدافها ، مهيضة الجناح مكسورة الجانب مهما بلغت قوتها وجبروتها المالي والعسكري وثقلها على مستوى الاقتصاد العالمي ، في الوقت نجاحها في خلق حالة من التناقض الواضح بين قطبي العاصفة ودفعه للوصول الى نقطة اللاعودة احيانا بغية تهيئتهم لمرحلة من الضعف المشترك المطلوب على طريق التخلص من استخدام فائض القوة والمال في غير محله .
و تكأد تمر الذكرى الثامنة للعاصفة مرور الكرام على الذاكرة لولا تذكير مجلس القيادة الرئاسي بها ، مما يؤكد ذهابها ادراج الرياح ، وفقا لما لخطط تصميم اشتراكها المزدوج في مسرح العمليات القتالية ، بهدف تلقيص دورها الجوي الى ادنى مستوياته ، حال تذكرنا بالادوار التي يلعبها سلاح الجو في المعارك العسكرية الكبرى ، ويكون صاحب الفصل الكبير في تحقيق الانتصار فيها .
وتركت الحرب برمتها لا العاصفة فقط الجرح مفتوحا في اليمن لتفوض الشمس والايام بمداوته ربما .
و عادة ماتمتص الشعوب الكبيرة احزانها ، و تبني عليها معالم جديدة لحياتها تختلف كلية عن سابقاتها من انماط الحياة التي عاشتها آبان الحروب و النكبات .
