الثلاثاء - 10 يونيو 2025 - الساعة 02:07 م
في بلادي، عندما يتحول أنين الصمت إلى معاناة، والمعاناة إلى سلاح، والفيذ والغطرسة إلى ظلم، أو الإستخفاف بالمشاعر ؛ والبلطجية باسم القانون إلى نظام، والفساد إلى منحة أو هِبة، فأعلموا ان سقطرى قد خُذلت، وان الكرامة والإنسانية فيها، لم تعد تُحترم أو تُصان.
لا شك، أن من يعود بالتاريخ قليلاً، ليلقي نظرة على خطابات معظم الشخصيات والقيادات، سواءً من المجلس الإنتقالي الجنوبي أو من الكيانات السياسية والثورية الأخرى؛ سيبدو له غريباً الصمت، أو موقف الحياد الذي يتخذونه اليوم؛ نعم، البعض منهم، فضلوا الهروب من المسؤولية الملقاة على عاتقهم، لأجل مصالح سياسية وعسكرية أو شخصية، والبعض الآخر انضموا إلى (الطابور الخامس)، فصاروا أدوات رخيصة، كمجموعة شللية تتماشى مع المجتمع، بهدف تقويضه من الداخل عبر وسائل مختلفة وغير مباشرة، مثل: التلاعب بالرأي العام، وتخويف وتصنيف الناس، بالإضافة إلى نشر الأكاذيب وتلفيق التهم، ويتلقى هؤلاء (الطابور الخامس) حوافز مالية وإمتيازات أخرى على حساب الوطن، ويفعلون ذلك دون خجل، في ظل ما تمر به البلاد عامة، وسقطرى الأرض والإنسان على وجه الخصوص، من تردي للأوضاع فيها، والخدمات الأساسية، والإنطفاءات المتكررة للتيار الكهربائي، وإرتفاع أسعار المشتقات النفطية والغاز المنزلي والأسماك واللحوم، والمواد الغذائية، والواقع خير برهان_"مع التحية والإحترام، لكل الشرفاء والمخلصين في هذا الوطن".
يبدوا، ومن خلال واقعنا المتأزم المليء بالمآسي والنكبات والمعاناة، الممزوج بالمهاترات والمماحكات والمناكفات الإعلامية والسياسية، يحتاج منا تذكير أصحاب (الفيذ والهيمنة والغطرسة)، أو من عاد في رأسه خيال، بأن ما هم عليه، كان من خلال هذا الشعب المخدوع بالشعارات الفضفاضة، مثل: المطالبة بالعادلة والحياة الكريمة، والقادم أجمل، والتنمية المستدامة، والخدمات المدعومة والمستمرة، وتناسوا هؤلاء، أن الشعب مصدر السلطات والقرارات، وتجاهلوا، بأن السيل أن أتى، لا يُبقي ولا يدر، وأن التاريخ لا يرحم أحد.