الخميس - 08 مايو 2025 - الساعة 07:17 م
يترقب العالم كله بقلق شديد زيارة الرئيس الامريكي رونالد ترامب الى المنطقة ، التي لم يحدد موعدها بالضبط لكنها بالتأكيد لن تتجاوز حلول يوم غدا الجمعة . مستبقا الزيارة بضرب البنية التحيتة للخدمات الاساسية ، والاقتصادية لليمن ، تعميقا لجذور انصاره فيها .
وتستهدف الزيارة عواصم المال والقرار العربي في الجزيرة والخليج ، لارتباطهما المباشر بالسياسة و المصالح الامريكية في المنطقة ، و الاطار الناظم لعلاقاتهما الثنائية الراسخة ، والقائمة على التوافق مع استراتيجيتها في ادارة العالم ، والتحكم بموارده الاقتصادية ، وادارة ازماته اكانت عسكرية ام اقتصادية ، وسط ضجيج التفكير فيها بصوتٍ عال و مخيف ، بعيدا عن مثالية النظام الدولي الذي افل نجمه بتعبير ترامب في زيارة الاولى للمنطقة . مؤكدا حدوث انقلاب علني في علاقات امريكا بالعالم وعلى وجه الخصوص دول المنطقة ، ضاربا عرض الحائط بتاريخ علاقاتها العميقة و المعروفة بها ، والتخلي عن اردتها بالكتمان الشديد .
وربما تظل المخاوف عالقة من التصريحات النارية المنتظرة والمتوقع اطلاقها في زيارته الثانية للمنطقة ، المتقلبة على صفيح الخلافات الساخنة ازاء كثيرا من الملفات المطروحة على طاولة مفاوضاتها ، بداءً بحرب اسرائيل على غزة ، و مواقف العرب منها ، و حرب اليمن ، و مستقبل تسويات الصراع في المنطقة ، ووقوف شبه القارة الهندية على الهاوية ، عقب خفض درجات التوترات الروسية الاوربية . حال معرفتنا الوثيقة بارتباط الرياض ببكسان ، وابوظبي بالهند .مما يعني مواصلة الاستنزاف لموارد البلدين ، وفقا وقواعد ادارة الازمات ، وتنقلها على خارطة العالم و المنطقة المقرر استدامة الصراعات فيها تحقيقا لاهداف السياسة الامريكية الصريحة والواضحة .
والسؤال الذي يفرض نفسه هل تنجح عواصم القرار والمال في استخدام وزنها وثقلها العالمي في معرفة بوصلة السياسة الامريكية الجديد ، ومعرفة وتحديد نوعية توجهاتها الدولية ، لتتمكن من امتلاك المسافة الكافية للمناورة معها بعيدا عن الاستسلام المذل لمشيئتها ؟ . ذلكم مانتمناه ، ونتطلع اليه بفارغ الصبر .