الثلاثاء - 23 ديسمبر 2025 - الساعة 04:04 م
لولا عملية المستقبل الوعد التي نفذتها القوات المسلحة الجنوبية بداية شهر ديسمبر الحالي، لما تحقّق إنجازان مفصليان على الأرض، شكّلا تحولًا بارزًا في المشهدين العسكري والإنساني على حد سواء.
أولًا: تنفيذ الشق العسكري من اتفاق الرياض
أسهمت العملية في تنفيذ الشق العسكري من اتفاق الرياض، والذي ينص على إخراج القوات الشمالية المتواجدة في محافظات حضرموت والمهرة وشبوة، وإعادة تمركزها في محافظة مأرب لمواجهة جماعة الحوثي والعمل على تحرير العاصمة صنعاء، على أن يتم استبدالها بقوات جنوبية تتولى مهام تأمين تلك المحافظات.
وبهذا الإجراء، تحقّق على الأرض ما عجزت عنه أطراف أخرى طوال أكثر من ست سنوات، من حيث إعادة ترتيب الوضع العسكري والأمني بما يخدم المعركة الوطنية ضد الحوثيين.
ثانيًا: إنجاح ملف تبادل الأسرى
وفي إنجاز لا يقل أهمية، أفضت التحركات السياسية والعسكرية المصاحبة لعملية المستقبل الوعد إلى التوصل اليوم إلى اتفاق جديد لتبادل الأسرى بين جماعة الحوثي والحكومة الشرعية، شمل نحو 2900 أسير من الطرفين.
وبموجب الاتفاق، سيتم الإفراج عن قرابة 1700 أسير من جماعة الحوثي، مقابل نحو 1200 أسير من قوات الحكومة الشرعية والقوات الموالية لها، من بينهم الإفراج عن 7 أسرى سعوديين و23 أسيراً سودانياً.
ويأتي هذا الاتفاق استكمالًا لصفقة سابقة كانت قد أُبرمت بجهود الأمم المتحدة ضمن مساعي تهدئة النزاع في اليمن، إلا أن تنفيذها تعثر خلال الفترات الماضية، قبل أن تسهم تحركات المجلس الانتقالي الجنوبي في محافظتي حضرموت والمهرة في إعادة إحياء الاتفاق والوصول إلى تفاهم فعلي بشأن ملف الأسرى.
ورغم هذه الإنجازات، يخرج بين الحين والآخر من يطالب بإخراج القوات الجنوبية من محافظتي حضرموت والمهرة، متجاهلًا أن وجود هذه القوات جاء وفقًا لتنفيذ اتفاق الرياض، وأنها كانت عنصرًا أساسيًا في تحقيق استقرار أمني ملموس، وأسهمت بشكل مباشر في إنجاز ملف الأسرى الذي عجزت عنه أطراف أخرى لسنوات.
إن ما تحقق على الأرض يؤكد أن القوات الجنوبية لم تكن عبئًا، بل كانت جزءًا من الحل، وأن أي دعوات لإقصائها تتنافى مع الوقائع والنتائج التي يشهد بها الجميع.