انفوجرافيك: العميد المحمدي يلتقي مجلس القوى المدنية والحقوقية الجنوبية بالمحافظة للاستعداد لفعالية حضرموت أولًا بالمكلا

انفوجرافيك: العميد المحمدي يعقد لقاءً تشاوريًا بمنسقية انتقالي جامعة حضرموت للتحضير لفعالية حضرموت أولًا بالمكلا

إنفوجرافيك الدعم الإماراتي السخي المقدم لمحافظة شبوة لتعزيز التنمية والاستقرار




مقالات


الإثنين - 19 مايو 2025 - الساعة 07:17 م

الكاتب: القاضي عبدالناصر سنيد - ارشيف الكاتب



ما هو الابداع؟ وكيف نتعامل مع المبدعين؟ هل نتعامل مع المبدعين بشيء من الغيرة والحساسية أو أننا نتعامل مع المبدعين بشيء من القوة و الحزم أو أننا لا نكترث مطلقا لوجود المبدعين على اعتبار بأن البلدان العربية تتعامل مع وجود المبدعين باعتبارهم نوع نادر من الطفرات التي يجب قانونا واد طموحها وتسفيه أحلامها ولو من باب التهميش ، فتساءلت هل الشخص المبدع يستحق مثل هكذا معاملة ؟

المبدع ليس له تعريف خاص به أو وصف دقيق في القانون يمكن الاحتجاج به لذلك لا نتوجه باللوم إلى دولة عربية بعينها بل إلى الدول العربية كافة والسبب هو اضطهاد و تهميش المبدعين فهذه الدول لا تعرف القيمة الحقيقية للمبدعين وتتجاهل بتعسف إمكانياتهم فهي تعمل باجتهاد وصبر على فتح وتسهيل باب الهجرة أمام هؤلاء المبدعين و باتجاه واحد ليفرغ المبدعين كل إمكانيات و طاقات عقولهم في مختبرات ومصانع الدول الأجنبية التي ترحب بهم و تكرم وفادتهم وتضع كل إمكانياتها في خدمتهم لأنها تعلم يقينا قيمة المعلومات والابتكارات التي تحملها مثل هذه العقول .

الصحافة الصفراء سواء في بلادنا أو في باقي الدول العربية نراها وهي تذرف بعضا من الدموع والتي تحاكي دموع التماسيح و تبدي امتعاضها وتعض من الغيض أناملها تعبيرا عن الحسرة والندم على ضياع مثل هذه العقول ، فصحافة العربية بالأساس ليست بحاجه الى مثل هكذا العقول ، إنما هي تحتاج فقط إلى بعض العقول الفارغة والتي تتغنى بنقاء اصولها القبلية و بدهاء و حكمة هذه الحكومة أو تلك ونجاعة خططها الاقتصادية في الوقت التي نشاهد فيه وبأم أعيننا والعين ما تكذب خطط تلك الحكومات وهي تتساقط تباعا في الدرك الاسفل من الفشل ولم تشفع لهذه الحكومات كل الثروات النفطية والمعدنية الهائلة التي تمتلكها من الوقوع تحت رحمة الديون والارتهان إلى المساعدات الدولية وبشروط تنتهك السيادة الوطنية على غرار تحرير سعر صرف العملة الوطنية و خصخصة المؤسسات والمصانع الوطنية ليشتريها المستثمرون الاجانب و برخص التراب او ما يعرف شعبيا بيعة سارق واخيرا تحرير الاسعار والغاء الدعم الذي تقدمه الدولة لبعض السلع الأساسية أو ما يسمى باقتصاد السوق لتتدفق إلى بلادنا قروض وبفوائد عالية تحت مسمى مساعدات ، الغريب بأن هذه السياسات الفاشلة والتي تبنتها الدول العربية وعلى مدار عقود تم تسويقها للشعوب تحت مسميات كبيرة مثل الإصلاح الاقتصادي أو الإصلاح الزراعي .

الدول العربية أنفقت ولازالت تنفق الكثير من الموارد المالية في سبيل تدريس وتدريب وتأهيل الكوادر الوطنية ، فالدولة تحتاج على أقل تقدير لتأهيل مثل هكذا كوادر الى نحو ثلاثين عام تستغرق الدولة أكثر من نصف هذا المدة في تعليم هذا الكادر التعليم الابتدائي والاساسي والثانوي والجامعي واخيرا الاكاديمي بينما تقضي الدولة النصف الآخر من هذا الوقت في تأهيل هذا الكادر الوطني عبر الدورات و ورش التدريب في محاولة لصقل مهارات هذا الكادر إلى المستوى المطلوب بحيث يصبح قادر على أحداث الفرق وعندما يصبح هذا الكادر الوطني جاهز لتقديم الفائدة المرجوة منه يتم تجاهل إمكانيات هذه الكادر ويتم الاستعانة بالخبراء الأجانب وبتكلفة عالية لبناء المشاريع الحيوية مثل السدود أو ناطحات سحاب المدهش في الأمر بأن بلادنا لها قصب السبق في اكتساب مثل هذه المعارف عبر التاريخ ، فسد مأرب والذي خلد الله تبارك وتعالى هذه التحفة الهندسية بشرف ذكرها في كتابة الكريم بنيت بسواعد وطنيه ولا ننسى ايضا صهاريج عدن التاريخية والذي هو سد مائي بني بسواعد وطنية والعجيب بأن هذا الصرح لازال قائم إلى يومنا هذا ويعمل بكفاءة عالية عند هطول الأمطار ، كما يجب ألا ننسى بان اول ناطحات سحاب بنيت في التاريخ و ادهشت العالم كانت في مدينة شبام حضرموت بنيت باستخدام ما تيسر من الطين ولا زالت إلى اليوم قائمه تتحدى كل ناطحات السحاب الحديثة والتي بنيت باستخدام الحديد والصلب و نوعيات خاصه مدعمه كيميائيا من الخرسانة المسلحة.

لا يهم باي هيئة أو حال ظهر عليها المبدع فهو يعتبر انسان قد سبق الزمن الذي يعيش فيه من خلال نقاوة الروح الذي يعيش بها وحصافة الأفكار التي يطرحها ليس لديه هاجس سوى أن يصل بفكرة أو برؤية لو تم الاصغاء إليها والتعامل معها بصير قد تحدث الفرق وتقود البلاد إلى واقع افضل ، هناك الكثير من المبدعين العرب والذين تركوا بصمتهم أخص هنا بالذكر الخوارزمي والذي يعود إليه الفضل في اكتشاف رقم صفر ، فابتكار الرقم صفر احدث ثورة في علم الرياضيات واختزل العمليات الحسابية والتي كانت مرهقة بعد أن كانت المليون على سبيل المثال تكتب الف الف جاء الصفر لينهي مثل هذه المعاناة.

قبل خمسة وعشرين عام لم يكن أحد يعبأ بدولة مثل الصين على اعتبار بأنها كانت دوله تتبنى النظام الاقتصادي الشيوعي والذي أعطى الدولة ملكية كل شيء ولم يعترف بملكية الفرد ، ولكنها رويدا بدأت تتحرر من هذا النظام الاقتصادي الفاشل وتوجهت الصين ليس بحثا عن الحلول الاقتصادية المستوردة والجاهزة من الغرب إنما بنت نظامها الاقتصادي الخاص بفضل عقول ابنائها لتصبح الصين اليوم تنين اقتصادي وأيقونة تسر الناظرين ، يجب علينا إعادة الاعتبار إلى الكوادر الوطنية فهم الحصان الوحيد القادر على انقاد اقتصاد البلاد وكفى بالله حسيبا.