مقالات


السبت - 31 مايو 2025 - الساعة 05:55 م

الكاتب: عمر الحار - ارشيف الكاتب



ثارت شعوب الارض على حرب ابادة الجماعية التي تتعرض لها غزة فلسطين ، باستثناء الشعوب العربية و حكوماتها الغارقة في صمتٍ عميق . خلافا لموجبات ادب الصمت في تاريخهم جملة وتفصيلا .
ولم تهدأ شعوب الارض عن بكرة ابيها من التندد بالاجرام الصهيوني البربري ، الذي يفوق الوصف ، حتى تحركات ضمائر حكومات العالم الحر ، وارتفعت اصوات عديد من دولها المطالبة بايقاف المجازر بحق الشعب الفلسطيني ، وباتت حكومة الاحتلال عارية امام العالم بلا ساتر لجرائمها المكشوفة ، المتفوقة على اشبع جرائم التاريخ .، مدانة بصوت عالمي واحدا بارتكارب حروب الابادة الجماعية والعنصرية لدرجة لاتقوى على الصمود امامها ، في ظل تصاعد موجات الغضب الدولي الناقم عليها . وكأنما استفاقت دول العالم من سبات طويل لتطل بام اعينها على حجم الكوارث المرتكبة بحق غزة لثلاث سنوات على التوالي مخلفة ماعلى الارض الى دمار و رماد عجزت الرياح عن ذره في العيون العالم التي تفتحت ببصيرةٍ واعيةٍ وضمير حي على عمق المأساة الانسانية التي حلت بهذه الارض من فلسطين .
ولم تزل الشعوب العربية اسيرة للدهشة من مواقف نظرائهم من شعوب العالم الحر التي تمكنت من نقل واشعال حرائق غضبها من الشوارع الى اروقة الحكومات وقمم البرلمان ، مؤلدة حالة غير مسبوقة من التعاطف الرسمي والشعبي الاوربي والغربي مع غزة المكنوبة بحروب الابادة ، الملقية بظلال تأثيراتها وتداعياتها الكبيرة على سلطات الاحتلال ، وحاضر ومستقبل نشاطها الاستيطاني في فلسطين ، مما يشكل لوبي ضغط دولي قوي عليها ، لم يدر بخلدها ذات يوم ، على طريق اجبارها على التخلي عن سلوكها الاجرامي الخطر ، والقبول بحل الدولتين كخيار دولي لامفر لها منه ، ضمانا لعالم يسوده الامن والسلام المبنى على مبادئ التعايش السلمي بين الشعوب ، ونزع فتيل الحروب منها ، استجابة لقمة الارض واهدافها الانسانية لتحقيق السلام للاجيال القادمة . بمعنى ادق واوضح الامتثال لسياسة الامريكية وتوجهاتها الدولية الجديدة لما بعد النهاية لاستراتيجيات ما يعرف بنظامها الدولي الجديد ، الآخذ في الافول .
وهناك بوادر اولية طارئة في منهجية السياسة الامريكية و تعاملها مع اسرائيل ممكن ملاحظتها من خلال تلقيص حجم دعمها للكيان الاسرائيلي في الاونة بشكل ملحوظ . وربما ينطوي التحرك الرسمي والشعبي لغالبية دول الغرب الداعمة لغزة في هذا الاطار .