مقالات


الأحد - 28 سبتمبر 2025 - الساعة 11:50 م

الكاتب: سيلان محمد حنش - ارشيف الكاتب




هناك انتهازيين  يسيروا في ركب الثورات ويقفزوا في مركب النجاة ليس الغرض من ذلك إيمانهم أو قناعتهم بالمبداء والأهداف التي انطلقت منها الثورات وانما الغرض هو الحصول على المكاسب الغير مشروعة من هذه الثورات ولا يهمهم دماء الشهداء وأنين الجرحى والأسرى ومعاناتهم ومعاناة أسرهم ولا يهمهم من ذلك نجاح الثورات وتحقيق أهدافها الأهم الكبير عندهم هو كيفية استثمار تلك الثورات في تكوين امبراطوريات  ومشاريع بطريقة غير مشروعة وتجدهم يعبثوا  في طريق الثورة بكل وقاحة مستندين إلى ذلك بقربهم من القيادات المتصدرة للمشهد والغير قادرة على وقف العبث  وساعد الانتهازيين في ذلك صمت الثوار بحجة أنها مرحلة وستنتهي وايضا بحجة الحفاظ على ما تحقق من إنجازات على طريق الاستقلال  لكن  هذا الصمت أعطى رسائل  سلبية للانتهازيين  وضنوا أنهم هم صناع الثورة وقادتها وتمادوا في العبث حتى وصلت الأمور إلى طريق مسدود بسبب تصرفاتهم العبثية وصمت أو رضاء القيادة عنهم .

عبث الانتهازيين في الثورة الجنوبية لن يصمت عنه الثوار والمناضلين الشرفاء اللذين صبروا كثيرا على هذا العبث . حيث لوحظ أن هذا العبث يتوسع يوما" بعد يوم في عدة صور وأشكال مختلفة من عدم أعطى مساحة للشراكة في المؤسسات كانت العليا أو الوسطى والدنيا كانت المدنية أو العسكرية أو الأمنية إنما يتم الإقصاء والتهميش والاكتفاء بتمثيل لبعض المحافظات تمثيل غير عادل والصور الأخرى لأشكال العبث تكمن في نهب الثروات والاستحواذ على الإيرادات أو البسط على الأراضي أو الدفع إلى تأزيم الأمور بين القيادة  فيما بينها البيت  اوالرفع للقيادة باتخاذ القرارات الانفرادية حسب مصالحهم  بدون الأخذ بمعيار الشراكة الجنوبية التي تقوم على التوازن في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ نضال شعبنا الجنوبي .

يدرك المناضلين الشرفاء أن مسار الثورة الجنوبية بداء ينحرف بشكل كبير ولا بد من تصحيح المسار والإمساك بزمام الأمور قبل أن تغرق السفينة بالجميع بسبب انتهازية شلة من العابثين اللذين لم يقدروا الموقف الخطير والحساس الذي تمر به الثورة الجنوبية  والمطلوب الأخذ على أياديهم ووقف عبثهم وتعريتهم قبل فوات الاوان حيث أنهم اختطفوا الثورة الجنوبية واختزلوها في مصالحهم الخاصة وتكوين امبراطوريات واستثمارات على حساب دماء وتضحيات الشهداء  وبطريقتهم هذه لن يصل الجنوب إلى بر الأمان وهؤلاء العابثين الانتهازيين يسيروا في ركب الثورة الجنوبية وهم يستثمروا المال الحرام الذي سيكون وبالا" عليهم في الدنيا والآخرة .

يجب على الرئيس عيدروس وقف عبث الانتهازيين  والاستماع إلى صوت الثوار  المطالب بتصحيح مسار الثورة الجنوبية بالشراكة مع المناضلين الشرفاء الغيورين على ثورتهم وأهدافها ومبادئها السامية والاستماع لصوت العقل والمنطق الذي ينادي لتصحيح الاختلالات الحاصلة والسير بسفينة الثورة الجنوبية إلى بر الأمان ولن يكون ذلك إلا  بالشراكة الحقيقية لكل أبناء المحافظات الجنوبية في القرار الجنوبي تحت شعار الفعل وليس القول ( الجنوب لكل وبكل أبناءه ). لكون الجميع يدرك أن هذا الشعار يمارس قولا" فقط وليس فعلا" وواقع على الأرض ولم نلمس نتائجه إلى يومنا هذا  ويجب وقف عبث الانتهازيين اللذين ركبوا في سفينة الثورة الجنوبية  ونراهم اليوم غرسوا أنيابهم في جسد الثورة الجنوبية ولازالت أنيابهم تقطر دماء" زكية  لن ترحمهم  بسبب نرجسيتهم القذرة .