الأحد - 14 ديسمبر 2025 - الساعة 11:44 ص
على مدى أكثر من 14 عام قدّمت السعودية دعمًا واسعًا ومتواصلًا، انطلاقًا من التزام واضح تجاه استقرار اليمن وشركائها هناك. غير أن هذا الدعم قوبل—بحسب ما يبدو—بانعدام الجدية من الطرف الآخر؛ فلم يتحقق التقدّم الموعود نحو تحرير صنعاء، ولم تُظهر القوى المعنية إرادة صادقة في مواجهة الحوثي، بل بدت أولوياتها متجهة نحو الجنوب أكثر من اتجاهها نحو ساحات الصراع الأساسية.
هذا التركيز غير المتوازن، وما رافقه من توترات مصطنعة داخل المحافظات الجنوبية، أظهر وكأن الهدف هو البقاء في مواقع النفوذ والاستفادة من موارد الجنوب، الأمر الذي وضع السعودية في موقف محرج أمام المجتمع الدولي، الذي أصبح أكثر إدراكًا لتعقيدات المشهد وحقيقة الأطراف المؤثرة فيه.
ومع مرور الوقت، بدأت القوى الدولية تتعامل مع الواقع الجديد، مُفسحة المجال للمجلس الانتقالي الجنوبي لتعزيز حضوره وإدارة المناطق المتبقية في الجنوب، باعتبار ذلك خطوة تساهم في تهدئة الأوضاع، وحماية الاستقرار الإقليمي، وضمان أمن الملاحة الدولية.
وبناءً على ذلك، فإن السعودية اليوم لم تعد قادرة على تقديم المزيد، بعدما فقدت الثقة في شركاء لم يظهروا روح التعاون المطلوبة، بل تحولوا إلى عبء سياسي وأمني يثقل كاهلها بدل أن يكونوا عونًا لها.