السبت - 13 ديسمبر 2025 - الساعة 06:52 م
تساءلت ماهو الكذب؟ بعد أن أصبح للكذب نواميس و الوان ومصطلحات تعرف به ، فنحن نقف احيانا أمام ماتسمى في الشارع بالكذبه البيضاء كناية على انها كذبه صغيره محدودة المدى والضرر أو ماتسمى بكذب المصلحه وهو كتايه عن نوع من الكذب من أجل تحقيق مصلحة ما لدى الغير عبر المبالغة بالمديح لمن لايستحق أو الكذب من أجل التوفيق بين طرفين متخاصمين ، وهناك أنواع شتى من الكذب لذلك وجدت أن تسليط بعض الضوء على الكذب قد يكون مفيدا و مسليا في ذات الوقت خصوصا اننا نعيش في زمان أصبح للكذب وجه مقبول لدى الشارع .
عرف علماء السلوك الكذب بأنه اخبار عن شي بخلاف ماهو عليه في الواقع ومن أشهر أنواع الكذب مايسمى بالكذبه البيضاء أو كذب المجاملات كما يسميه البعض أو الكذب الرمادي والذي يحمل انصاف الحقيقه أو الكذب الاسود والذي يتضمن الخداع والضرر بكل صوره ، بينما علماء النفس لهم تصنيف جدير بالاهتمام لقد صنف علماء النفس انواع من الكذب مثل الكذب المرضي وهو الكذب من أجل جذب الإنتباه والكذب على النفس وهو الكذب من أجل تبرير الأخطاء بينما علماء الشريعه الاسلاميه قد صنفوا الكذب بناء على النيه و النتيجه مثل الكذب العمد هو الكذب الذي يكون عن عمد وقصد بينما يكون الكذب الخطاء وهو اخبار بشئ خطاء بينما الكذاب يعتقد بأنه صحيح ، وهناك أيضا مايسمى بالكذب الدفاعي هو الكذب الذي يتعلق باخفاء أو تبرير موقف أو الكذب الخيالي هو الكذب التفاعلي عند الاطفال يعكس خصب خيالهم .
علماء النفس والسلوك لهم تفسير حكيم فيما يخص بشخصية الكذاب ،فالكذاب وفقا لعلماء النفس والسلوك يعاني من تدني تقدير الذات فهو في مثل هذه الكذب يحاول أن يرفع من مكانته في أعين الناس أو يحاول أن يهرب من موقف محرج ، بينما الكذب المرضي يتميز فيه المريض بتكرار واستمرار الكذب ومن دون الشعور بالذنب حتى في حال اكتشاف مثل هذا الكذب.
ولكن هناك انواع من الكذب يصعب اكتشافه نواجه مثل هذا الأنواع اتناء أداء عملنا في المحاكم منها مايتعلق بشهادة الشهود بعد حلف اليمين وخصوصا أن القاضي يقف مكتوف الأيدي إذا تعلق الأمر بحلف اليمين من قبل الشهود ، فالشاهد في أحيان يخبرك بمعلومات مصدرها حلمة الاذن بينما يعطيك البعض الآخر من الشهود معلومات تتناقض و تتصارع مع بعضها البعض بينما البعض الاخير من الشهود يعطيك الحقيقه كامله ومن دون اي اضافات ، لذلك فإن علماء النفس و السلوك وضعوا لنا البعض من الإشارات التي من الممكن من خلالها أن نعرف الكذاب ، ومن أهم هذه الاشارات التناقضات اللفظية وعدم اتساق التفاصيل وتغير في نبرة الصوت وتوثر ظاهر في حركة الجسد وتجنب ضمائر المتكلم اتناء الإدلاء بشهاده مع التأكيد بأن هذه الإشارات ليست دليلا قاطعا ولكنها إشارات تعطينا صوره عن الشاهد الذي يقف أمامنا وكفى بالله حسيبا.