مقالات


الخميس - 19 يونيو 2025 - الساعة 04:13 م

الكاتب: القاضي عبدالناصر سنيد - ارشيف الكاتب



منذ سنوات كانت سفرتنا عامره تسر الناظرين ، فيها مالذ وطاب من المأكولات ، فيها اللحوم والاسماك والدجاج وانواع شتى من الفواكه والسلطات وانواع فاخره من المعجنات , لم تسبب لنا مثل هكذا سفره اي مشاكل ماديه ، ولم تسبب لموازنة الاسره اي ضغط مادي أو معنوي ، كانت فواتيرنا تسدد كاش و كنا نذهب مع افراد الاسره إلى المنتزهات والشواطئ لقضاء وقت من الراحه ، لم نشعر البته بأن هناك فقير أو محتاج يعيش بيننا وكنا لانعير اي اهتمام للمخلوقات الفضائيه على غرار الريال السعودي والدولار الأمريكي وكانت محفظتنا سعيده وهي تشعر بدفء وقوة ووفرة العمله الوطنيه كانت الأمور على مايرام وكنا سعداء بهذه السفره حتى بدأت الأوضاع تسير في الاتجاه المعاكس راينا اللحوم وهي تحزم حقائبها وتغادر ، تم راينا الأسماك وهي تحذوا حدوها بعد أن شردت معظم انواع الاسماك من سفرتنا إلى سفرة الدول المجاوره واصبح وجود ماتبقى من الأسماك محدود يكاد أن يكون هذا الوجود شرفي ، بينما الدجاج أظهر لنا بعضا من الحزم ، فصارت الدجاجه لا تبيض الا إذا ضمنت بضمانة تجاريه من قبل تاجر مسلم سعرا مميزا للبيضه لايقل عن ثلاثمئة ريال ولا تكتفي بذلك بل تشترط أن يخضع هذا السعر للمراجعه الدائمه والتحديث وفقا لاسعار صرف العمله ، في الوقت الذي أصبحت فيه حياتنا اسيره لاسعار صرف العمله ، نبداء صباحنا بمعرفة سعر صرف السعودي والدولار ، و نختم مسائنا ونحن في محل الصرافه نتابع تطورات سعر السعودي الذي تجاوز بنجاح السبعمئة ريال لنعرف كم خسرنا من قيمة رواتبنا ونحن ننفعل هنا و نشهق هناك غير مصدقين حدوث هذا الامر وكأننا نعيش على جزيره روبنسون كروزو .
البلاد تسير على زعيمه ولايوجد على متن هذه الزعيمه ربان يقود هذه الزعيمه إلى بر الامان ، الغريب أن هذه السفينه لم تطلق قط اي نداء استغاثه أو تعلن على الأقل حالة الطوارئ أو تصدر اعلان كما تفعل دول العالم باعتبار المناطق المحررة مناطق كوارث حتى يتصدق علينا الجيران بما تبقى من فتات مؤائدهم ، نحن لانحتاج سوى إلى خطة انقاد اقتصادي ونحتاج الى رجل يعرف كيف يدير ملف الاقتصاد بكفاءه وكفى بالله حسيبا