السبت - 21 يونيو 2025 - الساعة 05:49 م
لم نتحدث، ولم يتحدث الجميع عن الأخ العميد الركن ناصر عبدربه منصور هادي، وكنا نعتبره ضمن من عرفناهم خلال مرحلة معينة من المسؤولين، سواء كانوا مدنيين أو عسكريين، وهم كُثُر، ولكن للأسف الشديد لم يعملوا لتاريخهم ولا لآخرتهم ما يتشرف به الناس أو يرضي الله سبحانه وتعالى.
ولكن اليوم، وفي هذه الظروف الصعبة، وما نعانيه ويعانيه المسافرون عبر طريق عدن – أبين – لودر – مودية – المحفد، ذلك الطريق الذي يموت فيه المريض من صعوبته قبل أن يصل إلى مشافي عدن، ويزيد نزيف المصابين والمهمومين من مشقّته، حتى أصبح استخدامه عذابًا ذهابًا وإيابًا لكل من يسلكه...
ولكن ما رأيناه اليوم من ترميم يقوده فريق من خيرة الشباب، كالأخ إبراهيم الكازمي، والأستاذ الإعلامي القدير فهد البرشاء، برعاية ودعم خاص من الأخ ناصر عبدربه منصور هادي، لا يسعنا إلا أن نقول له: كثر الله من أمثالك. فما فعلته وعملت عليه اليوم من عمل عظيم، سيسجله التاريخ لكم بأحرف من نور، وسيكون رصيدًا عظيمًا لا يُقارن بأي عمل سبقه، مهما كان.
إنه عمل وطني شريف، نسف كل الشعارات الزائفة بالوطنية والأمجاد التي لا يراها سوى أصحابها، من قادة نقاط الجبايات، وناهبي الأراضي الخاصة والعامة، الذين سيصل بهم الأمر والذنب يومًا إلى الاقتتال فيما بينهم.
أما مثل هذه الأعمال العظيمة، فسيخلّدها التاريخ، كما خلد من قبل للزعيم الكادح سالم ربيع علي، حين زار الصين بعد الاستقلال، وقال له الزعيم الصيني يومها: "ماذا يريد سالمين؟" فقال: "طريق يربط بين عدن وحضرموت."
وها أنتم اليوم، الأخ ناصر عبدربه، تمشون على خُطى الزعيم سالمين.
أقولها، ولأقطع الشك عن أي مشكك فيّ، أقولها اليوم: إنه لا يربطني بكم أي اتصال أو علاقة، رغم محاولتي قبل فترة، لغرض الوقوف معي فقط في دفع راتبي الذي تم توقيفه، لسبب قالوا فيه: "خل الجنوب يعطيك راتب"، وحتى ذلك اليوم لم تردوا علينا، ولم نُسِئ إليك، ولم نمدحك، ولكنك اليوم عملت ما لم يعمله غيرك من "الشلة".
وأقولها – ونيابة عن الجميع – إن الجميع يقول لك اليوم: بارك الله فيك، وكثر من أمثالك في زمن قلّ فيه من يعمل أو يقدم خدمة للشعب، في وقت صعد فيه الجميع على ظهره.
أُكرّر: ألف تحية وتحية لك، أخي العميد الركن ناصر عبدربه منصور هادي.
ودمتم بخير. عبدالرحمن سالم الخضر