مقالات


السبت - 21 يونيو 2025 - الساعة 08:50 م

الكاتب: علي عبدربة غزال - ارشيف الكاتب



سنوات من أعمارنا مرت اخيرا بلمح البصر مواجع مشاكل احداث مشاغل وقلق وخوف حتى غيرتنا الظروف التي عشناها فيها، تغيرت مفاهيمنا وأولوِياتنا وأسلوبنا، تغيّرت دعواتنا أيضاً، حتى مقامات الناس في حياتنا وقلوبنا تغيّرت.. تلك السنوات.. استغفر الله.. غيرت كل شيء فينا حتى وصلنا إلى النسخة التي عليها نحن الآن كل قلب يعاني من هموم داخلية لاتحصى.!
في حياة كل منا لحظة معينة كانت كفيلة أن تسقطه من أعلى درجات الأمل، وتدفعه ليعيد ترتيب قلبه وعقله من جديد، لحظة كسرتنا أو فتحت أعيننا، أو جعلتنا ننضج فجأة دون مقدمات.
صبرنا على الاقدار.. وصرنا نجيد الصمت بدل العتاب، ونمضي بعيدا بدل الجدال، نخفي وجعنا بابتسامة، ونقول.. الحمد لله.. رغم الألم، لأننا عرفنا أن الشكوى لا تغير شيئًا.. وأن الناس قد لا تفهم، أو لا تبالي.
تعبنا من كثر ما تحمّلنا، من الانتظار، من الغياب، من الحيرة، من الأيادي التي سحبناها معنا فخذلتنا في منتصف الطريق. تغيّرنا.. لا ضعفا ولا قسوة، بل لأننا تعبنا من كل شيء.. من المساومة على حياتنا المعيشية من الظلم المتكرر، من النوايا التي تساء دائما، ومن قلوب لا تُقدر شيئًا.
حياتنا ما عادت كما كنا نحلم، صارت مزيجا من التأقلم والمجاملات، من الركض وراء لقمة، ومن صبرٍ يكاد يذبل، ووجوهٍ نكتم أمامها كل ما فينا كي لا نبدو ضعفاء.
لكننا رغم ذلك، ما زلنا نحاول.. نحاول أن نعيش بما تبقّى منا.. نبحث عن لحظة صدق عن قلوب تشبهنا، عن دفءٍ لا يشترى.. وعن حياة نشبهها ونستحقها.