السبت - 25 أكتوبر 2025 - الساعة 01:03 م
أيها القائد الحميري ،
يا من تنتمي إلى سلالة لا تخون ، وتاريخ لا ينهار .
اليوم ، لم تكن نجاتك من الموت مجرّد صدفة ، ولا عبورك من بين فوهات الغدر مجرد حظّ . لقد كان ذلك اصطفاءً جديد ، ليعلم الجميع أن الجبال لا تقصف ، وأن الرجال الذين نذروا أرواحهم للجمهورية لا يسقطون إلا وهم شامخون.
اخي القائد .
ما حدث في تعز ليس مجرد حادثة ، بل محاولة اغتيال لرمز من رموز الجمهورية ، وهجوم مباشر على ذاكرة وطن . لكنك كما عهدناك خرجت من رائحة البارود كما تخرج النار من الحجر ، حارّة، مشتعلة ، تطرد البرد عن قلوبنا ، وتعلن أن زمن الانكسار لم يبدأ ، ولن يبدأ .
لقد أرادوا برصاصهم أن يسكتوا صوتك ، لكنه صار أكثر دويا . أرادوا أن يُخيفوك ، فإذا بتعز كلها ترتجف غضباً ، وتصرخ باسمك في شوارعها ، من صينة إلى القاهرة ، ومن الضباب إلى الجحملية . لأنك لم تكن يوماً مجرد قائد ، بل فكرة ، وروح ، ومنارة يهتدي بها التائهون في زمن التشظي.
أيها القائد
إن محاولتهم الفاشلة لاغتيالك ليست مجرد استهداف لشخص ، بل محاولة لرسم نهاية لفصل نضالي لا يُراد له أن يكتب . لكنها كانت دون أن يعلموا ، انها لبداية فصل جديد ، أكثر اشتعالا ، وأكثر صدقا ، وأكثر قربا من النصر.
لقد بعثت فينا اليوم روحاً كانت تتوهج ، لكنها الآن اشتعلت ، فصارت ناراً لا تنطفئ . نار الحرية ، نار الكرامة ، نار العهد الذي لا يُنكث.
وسيبقى اسمك محفوراً في جبين تعز كما حُفرت أسماء كل ابطالها ، شهدائها ، لأنك لم تنحني ، ولن تنحني ، ولأنك فهمت أن الطريق إلى الجمهورية لا يعبد بالبيانات ، بل بالدم والعرق ، وبالصمود حتى النهاية.
ايها القائد المجدد لتاريخ النضال والثورة من تعز الباسلة ، لم يعد السؤال قائما من حاول قتل عدنان رزيق ؟
بل أصبح كم يشبه عدنان رزيق اليمن في كل مرة يحاصر فيها ، فينهض من تحت الرماد أقوى .
اخي القائد
حفظكم الرب ، ونحن معكم على الدرب سائرون لاستعادة الجمهورية من قلب تعز المشتعل بها في كل المراحل .