مقالات


السبت - 25 أكتوبر 2025 - الساعة 06:35 م

الكاتب: القاضي عبدالناصر سنيد - ارشيف الكاتب


معرفة الله تبارك وتعالى تتطلب علم ويقين و حسن تدبر ، رغم أن هذه العلم موجود منذ الازل و قد يسر الله تبارك وتعالى وجود مثل هذا العلم وجعله متاحا و في متناول البشريه من خلال آيات الذكر الحكيم واعطانا الادوات المناسبه العقل السمع البصر لإدراك هذا العلم حتى نكون أكثر علما ومعرفة بالله تبارك وتعالى.
لقد وصف الله تبارك وتعالى نفسه بصفات كثيره ومنها بأنه عظيم وترك لنا ايات في هذا الفضاء الواسع لنشاهد بأعيننا هذه الصفه من خلال النظر و التفكر في كيفيه خلق السموات والأرض حتى نرى بأن الله عظيم فإذا نظرت على سبيل المثال إلى السماء رغم أن الله تبارك وتعالى حثك على رؤيتها ﴿أَفَلَم يَنظُروا إِلَى السَّماءِ فَوقَهُم كَيفَ بَنَيناها وَزَيَّنّاها وَما لَها مِن فُروجٍ﴾ [ق: ٦] فإنك ستجد بأن الله تبارك وتعالى قد جعلها ايه بديعه تسر الناظرين ، خلقها سبع سماوات طباقا اي طبق فوق طبق ونحن مهما ما كانت أبصارنا حاده أو حديد كما يقال فإننا لن نرى سوى السماء الدنيا وبعض مايدور في فلكها من الكواكب والنجوم فإذا نظرت عبر التقنيات الحديثه من المراصد المتقدمه والاقمار الصناعيه أو السفن الفضائيه ستقف حتما صامتا فاغرا فيك لترى بأننا في هذا الكون مجرد مخلوقات لاتكاد ترى بالعين المجردة أمام ضخامة وروعة هذا الفضاء الواسع ﴿وَلَقَد زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنيا بِمَصابيحَ وَجَعَلناها رُجومًا لِلشَّياطينِ وَأَعتَدنا لَهُم عَذابَ السَّعيرِ﴾ [الملك: ٥] و هذا الفضاء الواسع السماء الدنيا يسير وفق نظام ﴿لَا الشَّمسُ يَنبَغي لَها أَن تُدرِكَ القَمَرَ وَلَا اللَّيلُ سابِقُ النَّهارِ وَكُلٌّ في فَلَكٍ يَسبَحونَ﴾ [يس: ٤٠] .
لقد خلق الله تبارك وتعالى السماء من دون عمد اي اعمده تسندها وتحدى ابن ادم أن يجد في السماء شق واحد أو اعوجاج بسيط ﴿الَّذي خَلَقَ سَبعَ سَماواتٍ طِباقًا ما تَرى في خَلقِ الرَّحمنِ مِن تَفاوُتٍ فَارجِعِ البَصَرَ هَل تَرى مِن فُطورٍ﴾ [الملك: ٣- تم دعا ابن ادم إلى تكرار النظر مره تلوا الأخرى ليعود البصر إلى ابن ادم خاسئا دليلا .
هل تعلم من يمسك بهذا البناء من دون أن نشعر باهتزاز ولو بسيط او نفقد توازننا على سطح الأرض أنه الله تبارك وتعالى ﴿إِنَّ اللَّهَ يُمسِكُ السَّماواتِ وَالأَرضَ أَن تَزولا وَلَئِن زالَتا إِن أَمسَكَهُما مِن أَحَدٍ مِن بَعدِهِ إِنَّهُ كانَ حَليمًا غَفورًا﴾ [فاطر: ٤١] ولكن على الرغم من عظم هذه الايه فاذا جاءت الساعه يزيل الله تبارك وتعالى هذه السماء من الوجود ﴿يَومَ نَطوِي السَّماءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلكُتُبِ كَما بَدَأنا أَوَّلَ خَلقٍ نُعيدُهُ وَعدًا عَلَينا إِنّا كُنّا فاعِلينَ﴾ [الأنبياء 104 ، بينما نحن على الرغم من توفر هذا العلم وهذه المعرفة لازلنا نجهل اية خلق السماء ﴿لَخَلقُ السَّماواتِ وَالأَرضِ أَكبَرُ مِن خَلقِ النّاسِ وَلكِنَّ أَكثَرَ النّاسِ لا يَعلَمونَ﴾ [غافر: ٥٧] لنرى بأعيننا المعنى الفعلي لصفة العظيم وأن الله تبارك وتعالى على كل شئ قدير .
الله تبارك وتعالى لم يخلقنا عبثا إنما خلقنا لنعبد الله وحده لا شريك له ، وكلما نزع الشيطان بيننا وبين ربنا تبارك وتعالى بعث الله من الأنبياء والرسل من يعيدنا إليه و ليلفت انتباهنا إلى هذه الآيات لأجل أن نتدبر ونعلم بأن الله واحد لاشريك له ولتكون الآيات و الرسل بمثابة بلاغ ﴿هذا بَلاغٌ لِلنّاسِ وَلِيُنذَروا بِهِ وَلِيَعلَموا أَنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الأَلبابِ﴾ [إبراهيم: ٥٢] .
رغم هذا البلاغ لازلنا نجد من دوي العقول من يكفر بالله و نجد من دوي الالباب من يشرك بالله وكان هذا البلاغ ليس موجها اليه إنما هو موجها لغيره فمن يغفل عن هذا البلاغ فلا يلومن الا نفسه و عليه أن يستعد لمثل هذا العذاب ﴿سَرابيلُهُم مِن قَطِرانٍ وَتَغشى وُجوهَهُمُ النّارُ﴾ [إبراهيم: ٥٠] وكفى بالله حسيبا.
القاضي الدكتور عبدالناصر احمد عبدالله سنيد