الأربعاء - 17 ديسمبر 2025 - الساعة 06:51 م
الأصوات التي تطالب بخروج القوات الجنوبية من محافظتي حضرموت والمهرة تدرك، أكثر من أي طرف آخر، أن هذا المطلب مستحيل التحقيق على أرض الواقع، لا سيما بعد إحكام السيطرة على معسكرات المنطقة العسكرية الأولى وإنهاء وجودها المنظم. ومع ذلك، لا تزال بقايا هذه القوات وأفرادها يتخفّون داخل الأحياء السكنية في حضرموت، في وضعٍ شاذٍّ يتناقض كليًا مع إرادة أبناء المحافظة وحقهم المشروع في الأمن والاستقرار، وهو ما يستوجب إعادة ترتيب الأوضاع الأمنية وتطهير الأرض من أي وجود عسكري غير شرعي.
وفوق ذلك، لا يمكن تجاهل حقيقة أن عائلات نافذة ما تزال تهيمن على آبار نفط الجنوب، في استمرار فجّ لنهب الثروات. ومن هنا، فإن الأَولى – بل الأوجب – هو إخراج أفراد وقيادات تلك القوات التي احتلت الأرض منذ عام 1994، وتصحيح الأوضاع المختلة ورفع الظلم التاريخي، بدلًا من قلب الحقائق ومطالبة من حرر أرضه بمغادرتها. فهذه القوات لم تكن يومًا عنصر استقرار، بل كانت ولا تزال عبئًا أمنيًا خطيرًا وقنبلة موقوتة يجري الإصرار على إبقائها لخدمة أجندات معروفة ومعادية لإرادة الجنوب.
إن تجاهل هذا الواقع الخطير، وتوجيه البوصلة نحو المطالبة بإخراج القوات الجنوبية، لا يعدو كونه محاولة مكشوفة ومفضوحة لحماية بقايا الاحتلال وتمكينه من إعادة إنتاج الفوضى من داخل المجتمع، وهو أمر لن يقبله أبناء الأرض تحت أي ذريعة أو مسمى، وسيواجه بكل السبل المشروعة.
الصحفي صالح حقروص
2025/12/17م