مقالات


الخميس - 18 ديسمبر 2025 - الساعة 08:22 م

الكاتب: اديب صالح العبد - ارشيف الكاتب



الاحتفال الكبير يوم 16ديسمبر، الذي احتضنته مديرية بيحان بمشاركة مديريات عين وعسيلان، يعتبر يوما تاريخيا، وسابقه كبيرة لم تشهدها مديرية بيحان منذو السابق، ان احتضنت مثل هذه الجموع الكثيفه جدا ،

كنت حاضرا في الفعالية، ولكن كان عقلي شاردا، مستسلما لذاكرتي ، الني ظلت تتخيل في حوش ادارة الامن ، وتقلب وتبعثر في الكثير من الالام والماسي في شريط الذكريات ، واكاد لااصدق نفسي بأننا اليوم نهتف ونردد الشعارات الجنوبية، داخل حوش ادارة امن بيحان ، وان هذه الحشود اليوم تحتفل بدون سماع اصوات ازيز الرصاص ، او صوت تفاحيط كفرات اطقم الامن المركزي ، وبدون اطلاق النيران من مدرعات واطقم القوات الخاصة التابعه لجماعة الاخوان المفسدين ، وبدون ان نشاهد مشاهدا للجرحى المضرجين بدمائهم ، وبدون ان يتم ملاحقة من ارتكبوا الجرائم بحقهم .

عادت بي الذاكرة الى الوراء ، وتذكرت  التجبر الذي كانت تعيشه قوات الطاغية علي عبدالله صالح، قوات الامن المركزي ، تذكرت عندما قامت اطقمهم  بمحاولة اعتقالي في 24مايو 2009م ، لاعتقالي من عملي بمدرسة ريدان ، وذهابي بمعية الاستاذ محمد احمد شيخ الفاطمي الى مكتب مدير عام المديرية انذاك ، حسب طلبي للاستفسار عن سبب الحملة العسكرية التي تم ارسالها لمعلم لايحمل الاقلمه، وذلك لاحضاره واقتياده الى السجن ، وكأنه ارهابي او قاتل ، في وقت كان الارهابيين والقتلة يسرحون ويمرحون ، تذكرت عندما كان احدهم وللاسف من ابناء جلدتنا يقول (  هذا بلا ادب ) عبارة جارحه  جدا والفاظ نابيه ممن كانوا لايهمهم الا مصالحهم حينها، تذكرت الظابط الشمالي ( زوبر ) الذي عند التحقيق معي ، اعطا له العميد سعيد مقير ابو يحيى (  200 ريال يمني ذات الصنم واللون الاخضر )  عندما كان مديرا لأمن بيحان سابقا ، وطلب منه أن ياتي باربع دبات ماء صحة ، وقال ساخرا " هات اربع دبات ماء صحة،  بالحقق مع الاستاذ وبالنشف ريقه " وذهب زوبر  يجري مسرعا وهو جندي بالامن المركزي،  والذي كان يلبس طقم اسود تفصيل ، وكان المرحوم خميس علي المذب والمرحوم حسين مبارك الدوح،  رحمهما الله وطيب الله ثراهم في الاولين والاخرين ، حيث ابلغني ابو يحيى بأن اي سؤال نسألك فأن اجابتك تكون بالنفي  ، هذه مواقف خالده لهؤلاؤ الابطال رحم الله المتوفيين ، وحفظ الله، واطال عمر من بقي حيا، ومثلهم الكثير من شرفاء الجنوب . وطبعا كان سبب الاعتقال مشاركتي وتغطيتي الاعلامي لفعالية 21مايو 2009م  بعد البيان الشهير لمشائخ بيحان ، الذي منعوا فيه المسيرات، بتوجيهات من حامد الصوملي .

تذكرت صاحب الحداء قائد الامن المركزي، والذي قتل في بيحان ، اعتقد انه بخيتي اذا لم تخونني الذاكره ، تذكرته عندما ارسل العشرات من افراد الامن المركزي لاعتقالي امام بوابة الامن ، في 4يوليو 2009م، بعد توزيعنا بيان ناري يدعو للمشاركة في فعالية 7يوليو 2009م  ، وكانت بيدي استمارة خدمة الاشتراك بشبكة الانترنت DSL عند دخولها بيحان ، وكنت ذاهبا لاصورها للاخ المرحوم حسين شيخ سنيد، تذكرت صاحب الامن المركزي عندما كان يخاطبني بشده ويقول " حرام ان نخزق عيونكم يالانفصالين "هكذا هم ينعتونا، مع اننا لسنا جزاء منهم لننفصل .

تذكرت عندما تم ادخالي الى مبنى الامن الجديد، على الاخ سعيد مقير، ومعه واحد من اصحابنا، وعندها كعادته قال لي" تخلص من اي شي معك " كنت اهم ان اضحك لاني شعرت وكانني مروج ممنوعات ، وكان معي سيدي فيه مواد حفل استقبال الوالد المناضل علي بن علي هادي ، وعند اخراجي له، حاولت كسره ، وقفز صاحبنا وحال دون قيامي بذلك ، وكنت انظر واذا في الغرفة علم كبير لدولة الجنوب ، تم احضاره عبر قوة من الامن المركزي ، من على منزل الاخ زكي محمد صالح بخيت ، والذي تمت ملاحقته حينها، ويعتبر هذا العلم هو اول علم يرفع لدولة الجنوب في مديرية بيحان في 4يوليو 2009م  بعد 7يوليو من 1994م، وهذا للانصاف وللتاريخ،  وكنت اتذكر وانا اسمع قائد الامن المركزي وهو يتصل من صالة الامن ويقول !!  قبضنا على عنصر خطير اليوم من عناصر الحراك وهو يوزع بيانات للحراك ، وكان يظهر الخلاف والانقسام واضحا مابين قيادة وافراد الامن العام  بقيادة سعيد مقير وايضا قيادة وافراد الامن المركزي والذي جميعهم من ابناء الشمال ، وهنا يتضح ان كثيرين ظلوا يعملون في مناصب في مؤسسات الاحتلال ، ولكنهم  غير راضين عنه، ويخدمون الجنوب وشعبه من داخل مواقعهم واعمالهم . وفي الجانب الاخر هناك البعض يردد ( وايش حولي ) والبعض كانوا يسخرون منا باننا لاينقصنا شي ، اما من كانت لهم مصالح قالو " فينا كل مالم يقوله مالك في الخمر "

اليوم والحمد لله، الجميع ينظر الى اين وصل المسار بابناء الجنوب ، فها نحن اليوم نحتفل ليس بالمطالبة باصلاح مسار الوحدة او المناصفه، وانما للمطالبة باعلان الدولة، نعم اعلان الدولة ، والذي بات يلوح في الافق بأذن الله،

اليوم من داخل حوش ادارة ، نقول لقائد الامن  المركزي لقد ذهبت  وبقيت قضيتنا وهويتنا،  فالاوطان لاتباع ، والهوية ليست لصقة جونسون، وانما جغرافيا وتاريخ راسخ عبر العصور. اليوم نطالب باعلان دولة الجنوب العربي، وبعد ايام بأذن الله من نفس الحوش سنحتفل باعلان  الدولة ، وبعدها سنحتفل، بالاستفتاء على مسودة دستور دولة الجنوب.

واوجه دعوة لكل من لازال يغرد خارج السرب من ابناء الجنوب ، متاثرا بافكار المرشد، ان يعودون الى رشدهم ، قبل ان يجرفهم السيل الجارف. فاعلان الدولة يلوح بالافق ، وعلى ابناء الجنوب تجسيد وتعزيز ثقافة القبول بالاخر، وتجسيد التصالح والتسامح ، انني ارى اعلان دولة الجنوب والاعتراف بها امام عيناي، وارى ايضا اعتراف دولي كبير جدا بها من مختلف دول العالم ، وارى عمليات لتحرير ايضا مكيراس ، وايضا بعض المحافظات الشمالية ومنها البيضاء، كما خبرتني الجنية حقي ، فالعالم اختار الطريقو لخروج جماعة الاخوان الارهابية من اوكارها، حتى في تعز والبيضاء ومارب ، ولن يبقى لها اي وجود، ومثلها المليشيات السلالية ، فعلى من لازال يغرد من ابناء الجنوب خارج السرب ان يعود الى اهله ويعلنها صريحه ، حفظ الله ابناء الجنوب، وقيادتنا الرشيدة ممثله بالرئيس القائد الرمز، عيدروس قاسم الزبيدي .