مقالات


الخميس - 25 ديسمبر 2025 - الساعة 07:52 ص

الكاتب: القاضي عبدالناصر سنيد - ارشيف الكاتب


بينوكيو شخصيه من وحي قصص الخيال فقد عاش بينوكيو بين صفحات و شخصيات قصص الاطفال , فالكل يعرف بينوكيو ، فإذا كذب بينوكيو ازداد أنفه طولا واحمرار لذلك انتبهت إلى هذه االحقيقه من قصة بينوكيو وأحببت أن اسلط الضوء عليها و انقلها كما هي من واقع قصص الاطفال الافتراضي إلى واقعنا في محاكاة لحالنا اليوم ، فإذا افترضنا بأن الله تبارك وتعالى قد جعل لكل من يكذب انف يكبر تلقائيا حال الكذب ترى كيف يكون عليه حال الكذاب وهو يشاهد أنفه بهذه الطول ويعلم يقينا بأن من حوله يعلمون بأنه يكذب وتساءلت كيف ستكون عليه حال انوفنا اليوم مع انتشار الكذب كالنار في الهشيم ؟ الانوف لاشك ستكون ضخمه تحاكي في طولها و ضخامتها أنوف الأفيال ، فقد انتشر الكذب بكل انواعه في المجتمع فلم تعد اليمين تردع ولم تعد الاخلاق تشفع فقد أصبح المجتمع يصحى وينام على الكذب واصبح للكذب قوانين خاصه تدرس على أنها شطاره واصبح الكذاب قدوه و مثل يقتدى به ،
البعض يقول هون عليك لقد بالغت كثيرا فهذا النوع من الكذب يسمى كذبه بيضاء هي تأتي فقط لغرض التسليه و إضاعة الوقت ولاتضر أحد ، بينما هناك انواع من الكذب تفرضها الضرورات ولكل ضروره لها احكام خاصه بالاباحه ، وقفت مندهشا أمام من يشرعون الكذب ويخففون من الكذب باعتباره نوع ابيض حميد ونوع اسود شديد تفرضه الضرورات ، فالكذب في الشريعه الاسلاميه حرام بإجماع أهل العلم سواء كانت هذه الكذبه بيضاء فاقع لونها أو تلونت هذه الكذبه بمختلف الوان قوس قزح ، ولكن الشريعه الاسلاميه استتنت نوع واحد من أنواع الكذب وهو الكذب بنية الإصلاح بين الفرقاء ومادون ذلك يعد حرام .
لقد كانت إشارة بينوكيو بطول الأنف عبارة عن رساله معبره الى المجتمع تضمنت استهجان شديد من شخصيه من وحي الخيال إلى المجتمع تقول بأن الكذب ليس أنفه طويل إنما حبله قصير وضرره جسيم وكفى بالله حسيبا.
القاضي الدكتور عبدالناصر احمد عبدالله سنيد