السبت - 27 ديسمبر 2025 - الساعة 06:25 م
ما جرى بالأمس لا يمكن قراءته إلا بوصفه انتحارًا سياسيًا كامل الأركان لرشاد العليمي، وانكشافًا واضحًا لفشل الرهانات الإقليمية التي حاولت شراء المواقف الدولية، وتحديدًا البريطانية والأمريكية، عبر بيانات لم تُحدث أي أثر يُذكر على أرض الواقع.
لقد أثبتت الوقائع أن الضغوط السياسية والمالية لم تنجح في تغيير مسار المواقف الدولية، بل على العكس، كشفت هشاشة المشروع القائم على الوصاية والتبعية. غير أن الأخطر من ذلك كله تمثل في أداء بعض أبناء الجنوب الذين حضروا اجتماعًا مصيريًا وتخذًوا موقفًا مناقضًا لإرادة أهلهم ومجتمعهم.
هذا السلوك، وإن بدا صادمًا للبعض، إلا أنه ليس غريبًا على من ينتمي إلى تنظيمات عقائدية عابرة للجغرافيا، حيث تكون الطاعة للتنظيم والمرشد مقدّمة على الانتماء للأرض والناس. وقد بدا الارتباك والقلق واضحين على هولاء خلال الاجتماع، في مشهد عكس حجم الإكراه الذي وُضعوا تحته، وإدراكهم العميق لتناقض موقفهم مع تطلعات أبناء محافظتهم الجنوبية.
ومع ذلك، اختاروا الاصطفاف في معسكر معادٍ لإرادة شعبهم، متناسيًن أن التاريخ لا ينسى ولا يرحم، وأن المواقف المسجلة في لحظات التحول الكبرى تبقى شاهدًا لا يمكن محوه.
إن ما يُحاك اليوم من مؤامرات جديدة ضد الجنوب ليس سوى تكرار لنهج قديم أثبت فشله مرارًا. والمؤسف أن من يخططون للخيانة لا يدركون أنهم غالبًا ما يُقادون في النهاية إلى المصير ذاته الذي سعوا لفرضه على غيرهم.
فالقضية لم تعد بيانات ولا اجتماعات مغلقة، بل أصبحت وعيًا شعبيًا متناميًا، يدرك من يقف معه ومن يقف ضده، ويعرف أن الحقوق لا تسقط بالمؤامرات، ولا تُمحى بالتبعية، مهما طال الزمن.
الصحفي صالح حقروص
2025/12/27م