الأحد - 19 نوفمبر 2023 - الساعة 06:03 م
قبل البدء كان الغزاويون يعيشون في حصار لا يختلف عن الحصار الذي يعيشه الجنوبيون في عدن وبقية محافظات الجنوب، من حرمان من الماء والكهرباء والوقود والدواء وحتى المعونات الدولية التي يهيمن عليها في بلادنا رئيس الوزراء الهارب هو وأكثر من نصف وزرائه من ديارهم بعد أن هيمن عليها الحوثيون.
وهكذا
كان الفارق بين الغزاويين والجنوبيين يكمن في أن غزة يحاصرها محتل عنصر نازي عدواني ما انفك يدَّعي بأن وصايا أجداده تبيح له أرض العرب من النيل إلى الفرات، أما الجنوب وأهله فيحاصرهم رئيس ورئيس وزراء وحكومة تزعم بأنها شرعية لكنها تخنق الجنوبيين في كل متعلقات حياتهم وتقدمهم للموت مجاناً، بطريقة "الخنق عن طريق العناق" كما يقول الموروث العربي، بعد أن كان أساطينها يقتلون الجنوبيين بالرصاص الحي أثناء فعالياتهم الاحتجاجية السلمية.
واليوم:
تتسارع الأحداث باتجاه توقيع شرعية رشاد العليمي ومعين عبد الملك اتفاقية سلام مع أشقائهم الحوثيين تقضي بالحفاظ على "وحدة اليمن واستقراره"، وهما "الوحدة" و"الاستقرار" اللذان صنعتهما غزوتان دمويتان ألحقتا بالجنوب والجنوبيين من الدمار والخراب والجراح والألام النفسية والجسدية والاجتماعية ما لا تمحوه قرون من الزمن.
اليوم يطلب من المفاوض الجنوبي أن يوقع على هذا الاتفاق ويهيل التراب على ذاكرة أهالي ورفاق وذوي عشرات الآلاف من الشهداء وأضعافهم من الجرحى ومئات المليارات المنهوبة من ثروات الجنوب وموارده ومؤسساته الاقتصادية الانتاجية والخدمية، بما فيها ممتلكات المواطنين الخاصة، خلال حربي 1994م و2015 وما بينهما وما بعدهما على أيدي الغزاة والغزاة "الشرعيين".
أيها الجنوبيون!!
غادروا صمتكم واستكانتكم وأخرجوا إلى الشوارع ونظموا الاعتصامات والمظاهرات والفعاليات الاحتجاجية الرافضة للإملاءات التي تستهدف وأد قضيتكم وإعادتكم إلى مربع 7/7 المشؤوم وإخضاعكم مرةً أخرى لهيمنة أساطين الغزوتين اللعينتين.
استنهضوا طاقاتكم ولا تستهينوا بما تدخرون من إرادات تعلوا على أرادات اللصوص والغزاة فأنتم الأقوى والأكثر عدداً والأشد مراسا وأصحاب الأحقية والمشروعية.
أيها الجنوبيون!!
علموا أطفالكم أن لهم الحق في دولة جنوبية عادلة يديرها أبناؤها ولا تخضع لإملاءات أو ابتزازات أحد، وأن لديهم من الثروات المادية والبشرية أفضل مما لدى تلك الأصنام البشرية التي لا تتضارب إلا على تقاسم خيرات الجنوب والتحكم بمصائر أبنائه.
ادعموا المفاوض الجنوبي الذي يتعرض لشتى أنواع الضغط والابتزاز من قبل من لا يريدون للجنوب ولا حتى لكل اليمن خيراً سوى تقاسم الموارد والهيمنة على الأرض واستمرار التحكم بمصائر الأجيال.
ارفضوا الأملااءات وسياسات الابتزاز قبل أن تتحولوا إلى غزاويين جدد ويتحول الجنوب كل الجنوب إلى غزة جديدة