مقالات


الأربعاء - 11 سبتمبر 2024 - الساعة 07:14 م

الكاتب: اديب صالح العبد - ارشيف الكاتب



تاتي اليوم الثلاثاء الموافق 10 سبتمبر ذكرى يوم عيد المعلم الجنوبي ٫ في وضع مؤلم جدا يمر به حال المعلم في الجنوب ٫ عيد لم يشعر به القائمين على التعليم في هرم وزارة التربية والتعليم وايضا الحكومة ممثله بدولة رئيس الوزراء وحكومته التي نصبت نفسها في خانة العداء للمعلم .

لقد كانت هذه الذكرى يتم التحضير لها منذو اشهر بجمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية لتكريم المعلمين المثالين بالاحتفالات الفنية والكرنفالات الرياضية في جميع المدارس بالمديريات والمحافظات بالجمهورية , وهذا التكريم غالبا يكون للمعلمين بوسام فضي منحوت عليه تاريخ وشعار الذكرى وشهادة تقديرية ومبلغ مالي , ويعتبر هذا الوسام تكريما يتم التنافس بين المعلمين في اعمالهم للحصول عليه , لان الوضع المادي للمعلم قبل العام 90م بعهد جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية كان من افضل الدول بالعالم , ناهيك عن الدعم الحكومي لاسعار السلع والمنتجات وايضا مجانية العلاج ومجانية التعليم بمختلف مراحله , وتكفل الدولة بنفقات الطلاب من سفر وغذاء وغيرها لمن يدرسون بعيدا عن مناطقهم , بحيث ان المعلم يدخر الكثير من راتبه , فراتبه يصل بالحد الادنى الى 3000 شلن تقريبا , بينما سعر كيس البر 105 شلن وكيس الدقيق 140 شلن وكيس السكر 300 شلن وعلبة اللبن الدانو 25 شلن والسلة الصابون ابو بس ب9 شلن , ولهذا كان المعلم يبحث عن التحفيز المعنوي كالشهادات والاوسمه ولايبحث للحصول على الجانب المالي اطلاقا , على الرغم من ان الامور ميسره لحصوله على قروض بدون ارباح تخصم من راتبه , والاهم ايضا ان المعلم يمتلك حصانه من الاعتقال او الملاحقة الا عبر مرفقه , وايضا كان بامكانه الحصول على ارضية مجانية لبناء منزل , ومنحه مواد الاسمنت والحديد والاخشاب باقصاد بدون ارباح من مؤسسة البناء , وايضا اثاث واجهزة من شركة التجارة.

كما كانت حقوق المعلم من علاوات سنوية وعلاوة طبشور ولبس وريف وغيرها , كانت تاتي اليه اتوماتيكيا بدون ان يسعى للحصول عليها , وتاتي بدون اي تاخير , على الرغم من عدم وجود اي وسائل للاتصال مثل هذه الايام , وكان الراتب ياتي قبل نهاية كل شهر .


اليوم من يريد يتحدث عن وضع المعلم مابعد العام 90م والذي رافقه رفع الدعم الحكومي عن السلع الضرورية لمواكبة راسمالية السوق وايضا رفع الدعم عن العلاج والتعليم الذي كان يقدم مجاني ,ومن ثم الدخول في دوامة الجرع , جرعة بعد جرعة ( قوت لايموت ) حتى وصل وضع المعلم الى ماهو عليه , لايزيد راتبه عن 200 ريال سعودي وفي ظل الجشع لدى التجار , كما ولاياتي راتب المعلم الا بكيس من البر وعلبة لبن دانو , هذا اذا حصل له مدير مدرسة متعاون معه يغض الطرف عنه اذا تغيب احيانا ولايخصم عليه شي من راتبه , واصبح الراتب مستحيلا الحصول عليه نهاية كل شهر , مما يجعل المعلمين يعانون من الاساءت نتيجة تكاثر الديون عليهم ,ولم يتم الانصات من قبل الحكومة لمطالب المعلمين برفع رواتبهم تماشيا مع الوضع الاقتصادي بالبلاد , لان الحكومة تسير في طريق اغلاق المدارس وتحويل المعلمين والتلاميذ نحو المتارس بدلا عن المدارس , لاوفق الله من كان السبب بايصال المعلم والتعليم الى ماوصل , وحسبنا الله ونعم الوكيل .