مقالات


الأربعاء - 19 فبراير 2025 - الساعة 03:11 م

الكاتب: علي عبدربة غزال - ارشيف الكاتب




في مجتمعاتنا اليمني، تسود قيمة الكلمة والوعد، حيث يُعتبر الوفاء بالوعد جزءا من الأخلاق والوفاء والمروءة بين الناس، لكننا نجد احيانا في كثير من مجالس القات اوالمناسبات العامه افراح اوترح نجد أشخاصا يشكوا حاله للبعض ممن يلتقون بهم وربما نسمع من البعض يوزعون الوعود جزافا، يمنحون الآخرين آمالًا عريضة لشيء ماء ثم يختفون، وكأن شيئًا لم يكن..
كم من شخص ضاقت به الحياة فياتي القدر به ويقابل فلان ويفرح به لانه قابل صاحب نفوذ أو وجاهة، وبها يطرح علية مايحز في خاطرة طالبا منه المساعدة في إنهاء معاملة أو حل مشكلة، فيجد منه استجابة سريعة مصحوبة بكلمات حماسية مثل.. أبشر.. لا يهمك.. أمورك طيبة.. نحن لبعضنا فيطمئن الشاكي ويشعر بالسعادة والسرور بأن مايريد في طريقه للحل وان امورة طيبة لكن ما يلبث ايام واشهر وأن يكتشف أن تلك الوعود لم تكن سوى جلسة قات او حديث عاطفي ، وأن من وعده قد انشغل ونسي ماقال تماما، بل ربما لم يعد يرد على هاتفة اورساله من الاخر.
هذه الظاهرة لم تعد مجرد تصرفات فردية، بل باتت سلوكا متكررا يسبب خيبة الأمل ويفقد الناس الثقة في بعضهم البعض. فالرجل الذي وعد ولم يف، ليس فقط أخل بألوعد بل قد سبب بعض الاحراج لاقاربة الذي ينتمي لهم وكسر خاطر من لجأ إليه ووضعه في موقف حرج يساله ويتردد عند اهله ومحبية.
هنا يقول المثل.. وعد الحر دين.. أي أن الوعد مسؤولية يجب تنفيذها كما لو كانت دينا مستحقا. فالرجل الطيب هو الذي يزن كلماته ولا يلقي بوعود لا يستطيع الوفاء بها. للاخرين وإن تعذر عليه التنفيذ للاخر ولايلقي بالوعد على قريب اوصاحب حتى يصبحزفي قمه الاحراج.
إن الالتزام بالوعد ليس مجرد تصرف شخصي، بل هو انعكاس لأخلاق المجتمع. فكلما زادت الوعود التي لاتصبح زادت مشاعر الإحباط وفقد الناس الثقة في بعضهم البعض. لذا، علينا أن نغرس في نفوسنا وأبنائنا قيمة الوفاء في الوفاء بالوعد، وأن نُدرك أن الكلمة مسؤولية، وليست مجرد جملة تقال في لحظة مجاملة.