السبت - 20 سبتمبر 2025 - الساعة 10:10 م
للحمير سوق شعبيه يتم فيها بيع الحمير بدراهم معدودات قياسا على قوة الحمير في تحمل مشقة العمل فتجارة الحمير تجاره رائجه وان كانت مؤخرا قد فقدت الاهتمام بها بعد أن عزف الزبائن عن اقتناء الحمير فلن يشتري أحد حمار لكي ياخد مع الحمار صور سيلفي أو يقدم الحمار إلى زملاءه كصديق حميم ، إنما يدفع تلك الدراهم ليرى هذا الحمار وهو تحت الخدمه ، وعلى الحمار الا يتافف عن العمل مهما ما كانت الظروف وأن يعمل بكد اناء الليل واناء النهار على تلميع صورة سيده ومن دون أن يطالب باي اجازات أو مقابل وان يكون هدف الحمار الأسمى هو أن يجعل سيده سعيدا ، وسعادة الحمير تقاس دائما على مدى سعادة سيده ، فالحمار لا يمتلك سوى أن يكد في العمل حتى يحظى بتصفيق سيده لياخد الحمار بعد ذلك إلى الزريبه ليقضي باقي يومه يدردش فرحا مع أقرانه من الحمير .
لم ارى في حياتي حمارا انيق يلبس الكوت والكرافات ليفاوض سيده على ظروف و ساعات العمل ومقدار الاجر الذي يجب على سيده القبول به ، فالحمار ليس له سقف عالي من المطالب فلايطالب الحمار سوى تخزينة قات حتى يرفع اذنيه ايذانا ببدء للعمل ، الحمار لا يمتلك عقل يفكر به ولا يعرف طريق المفردات سوى ما يجود بها عليه سيده على غرار كلمة حا والتي يتحرك بموجبها الحمار رغم قساوة العصا الذي تجلد ظهره وتحدد إلى أي اتجاه وجهته.
اذن الحمار ترتفع عاليا لمن يجلد ظهره بينما عينيه تخنس خوفا من غضب سيده ، فليس لدى الحمار اي خيار سوى تنفيد رغبات سيده ، لذلك العرب نعتت الحمير بالغباء وكذلك التصق هذا النعت مع كل مخبول من البشر لذلك قالت العرب بأن الغباء داء اعيت من يداويها.
يمكن للإنسان امتلاك مايشاء من الحمير بعد أن كسدت أسواق الحمير وأصبحت الحمير تعاني من البطاله ، فلم يعد أحد يقبل بخدمة الحمير بعد أن هبطت أسهمها فقيمتها السوقيه لم تعد توازي ما تقدمه من خدمات ، لذلك ترى الحمير وهي تندب حظها وتهيم في الشوارع بحثا عن عمل بعد أن فقدت بعض الحمير بعضا من حصافتها والكثير من عقلها وأصبحت تهذي كالذي يتخبطه الشيطان من المس .
الحمير ليس لها أصل تعتز به سوى انتسابها إلى زمرة الحمير وحتى شقيقها المرقط في افريقيا والذي يقال له وحشي لم يعطيه هذا الاسم الهيبه والأمان المطلوب فلازال الحمار الوحشي إلى هذا اليوم فريسه تقتات عليها الاسود ، فليس للحمير عقول تدرك بها فسيدها هو صاحب العقل والقرار وهو من ياخد بخطامها حتى إذا عجز الحمار عن أداء ما كلف به استعان بحمار أخر فليس للحمير كرامه تنير وجهها حتى لو اعتقد الحمار بأنه قد أصبح بمامن بين الجمال وان أحدا لن أن يستطيع أن يكركره.
لكل أنصار شعار "ملك لايبلى" اقول بان الشرفاء في السلطه القضائيه لازالوا في الميدان صامدون لأجل أن يجعلوا من يحمل راية مثل هكذا شعارات يعيش محنة ومعيشة ضنكى وكفى بالله حسيبا..
القاضي الدكتور عبدالناصر احمد عبدالله سنيد