الخميس - 12 يونيو 2025 - الساعة 12:11 م
في مطلع الثمانينات زار المرحوم علي احمد ناصر عنتر مديرية بيحان ٫ وكان من المعتاد عند زيارة اي مسؤل ان يعمل لقاء لجميع الناس اما في المكان المعروف سابقا ( تحت الشجرة ) التي كان موقعها من الخط العام غربا ٫ الى الجنوب قليلا من بوابة مقر الحزب الاشتراكي الذي تتواجد فيه الاحوال المدنية حاليا ٫ او في حوش دار الضيافة ٫ وذلك لكي يطرح الناس بكل اريحية ملاحظاتهم على اي اخطاء للسلطة بالمديرية او اي مظالم لهم او اي مطالب للمديرية ٫ وكان المرحوم علي عنتر مقربا الى قلوب الكثيرين ٫ نتيجة صدقه في الطرح وايضا اللهجة التي يتكلم بها ويخلطها بالفكاهه ٫ ولايزال للان بعض كبار السن يتناقلونه بعض خطاباته حتى اليوم .
ولكن هذا ليس جوهر موضوعنا ٫ فجوهر الموضوع هو ان المرحوم علي عنتر ٫ زار معسكر لواء ملهم ٫ مقر معسكر اللواء 19 حاليا ببيحان ٫ وذلك تقريبا لحضور حفل فني ساهر ستقيمه في المساء احد الفرق الفنيو على مسرح اللواء ٫ وذلك احتفاء باحد المناسبات الوطنية ٫ وكان اللواء في حالة استعداد عالي قبل 24 ساعة من وصول المرحوم علي عنتر ٫ وعند زيارته للواء ٫ قام بالتنقل وزيارة اماكن مختلفه في اللواء ٫ وذهب لزيارة السجن العسكري في اللواء ٫ للاطلاع على السجناء اللذين يتم سجنهم للتاديب بسبب اي مخالفات عسكرية قاموا بها ٫ وايضا للاطلاع على سبب سجنهم .
دخل المرحوم علي عنتر السجن ٫ ويسال عن السجناء واحد بعد الاخر عن سبب سجنهم ٫ وكان يستمع اليهم ويوجه بالافراج عنهم ٫ حتى افرج عنهم جميعا ٫ ووصل في الاخير الى احد السجناء ٫ وساله ايش سبب سجنك ياجندي ؟!!
خجل الجندي ان يحكي له عن سبب سجنة ٫ وكرر السؤال عدة مرات عليه ٫ والجندي يفضل الصمت ٫ والمرحوم علي عنتر ٫ توقع ان تهمته حطيرة ولهذا لايريد الحديث عنها
وقال احد الضباط ياسيادة الوزير ٫ هذا على اساس يروح امس اجازة عند اولاده ٫ ولما جاء خبر زيارتكم ٫ وقفت قيادة اللواء الاجازات ٫ ومن امس وهو معصر بالزي العسكري٫ وفي حالة استعداد ٫ ( وسب لك ياسيادة الوزير) لانك السبب في الغاء اجازنه .
صحك المرحوم علي عنتر ٫ وقال بلهجته ايش قال لما سب لي ٫ قال الضابط والله ياسيادة الوزير قال انا ( ....... ام علي عنتر )
قال المرحوم علي عنتر ( وانا ..... امه ) وقال لهم خلاص افرجوا عنه ٫ ومن بكره يروح اجازة الى اهله ٫ انا حسبت سكوته ان شي مصيبة عملها ولا شي
وفعلا تم الافراج عن الجندي مباشرة ٫ وسافر صباح اليوم الثاني لقضاء اجازته عند اولاده .
الحكمة من القصة بانه يجب ان تكون الصدور واسعه جدا لدى اي مسؤلين ولاي نقد ٫ وان يكون العقاب على قدر العمل والصفح والعفو افضل ( فاذا وليتم فاعدلوا ) فهذا هو سلوك المرحوم علي عنتر الف رحمه عليه ٫ وهو لايحمل حتى شهادة سادس ابندائي ٫ فما احوجنا اليوم الى تجسيد هذا السلوك من قبل الجميع ٫ رحم الله المرحوم علي عنتر .
ملاحظة
المنشور ذو ايحاء اجتماعي بحت ٫ ويخاطب الجميع مسؤلين وغير مسؤلين ٫ولا يشير الى اي ايحاء سياسي .
