الثلاثاء - 29 يوليو 2025 - الساعة 03:01 م
امبراطورية الذكاء الاصطناعي قادمة لامحالة ، فهي تحفر حضورها الرقمي كل يوم في حياة الشعوب والافراد والدولة ، وتتشكل على قواعد علمية راسخة البنيان . في عالم يضج بالمتغيرات السياسية و الطبيعية على حد سواء . وسط غياب ملاحم المشروع الامريكي الجديد لقيادة العالم عقب تخليها عن مفاهيم نظام الدولي الناظم لحركة العالم السياسية والعلمية والاقتصادية لعقدي التسعينات و العشرية الاولى من الالفية محمولا بروح فلسفية ناعمة عملت على اعادة واحياء النظم الانسانية والمدنية بنفسها الديمقرطي الجميل في حقبة مابعد الحرب الباردة ، و اهالة التراب على النظم الدكتاتورية والقمعية في غالبية دول العالم .، ايذانا بتدشين عهدٍ جديدٍ في حياتها وادارة الحكم فيها . مستبعدا فكرة قبول امريكا برفع يدها الطولى عن العالم ، لرسوخ فكرتها الفلسفية واللاهوتية في قيادته كحارسة لشريعة الله على الارض الممكن ملاحظة ابعادها في طابع التحولات التي تجريها بين الحين والاخر على مسارات انظمة الدول . دون اظهار تلك المفاهيم العميقة في تعاملها معهم الا من باب العلم بالضرورة بها .
وان بدى التراجع الامريكي عن طموحاتها في قيادة العالم واضحا ، لكن من الصعوبة بمكان القول بسهولة تخليها عن توجهاتها الاستراتيجية ، الآخذة قوتها من بعدها الروحي الصرف بعض النظر عن قناعة دول العالم بذلك او رفضها الخفي له .
والسؤال المنطقي الذي يدور في ذهني اذاً ماهي الخيارات او البدائل الممكن ان تنتهجها امريكا لمواصلة سيطرتها على العالم ؟
ربما لم اجد الإجابة الشافية والمقنعة عن السؤال الذي طرحته اعلاه ، مما اضطررت للجوء الى الاجابة الافتراضية عليه . لا حاطة امريكا تحولاتها اللافتة بغموض شديد ، تاركةً الباب مؤاربا لكل الاجتهادات الممكنة خاصة المتعلق منها في البحث عن شكل امريكا ودورها بعد العصر الذهبي للنفط . بانكماش و تراجع اقتصادياته ، واقتراب افول بريق استثماراته ، المرتبطة عادة بارتفاع كلفة الحضور المباشر في دوله . لتهتدي عبقرية عقليتها السياسية المدعومة بالفلسفة والعلوم الى ابتكار البدئل المناسب والناعم لابقاء سطوتها على العالم ، باعلانها عن ملامح مشروع تحولاتها الرقمية ببريقه المغري للشعوب ، جاذبٍ لاموالٍ لا تعد ولا تحصى لها عبر الفضاء الافتراضي ، على مدار ثواني الساعة لاعقاربها .
ومن باب الاجتهاد اذاً ايعازها ( اي امريكا ) للعملاق بيل غيتس اطلاق البشائر بقدوم امبراطورية الذكاء الاصطناعي الذي يحمل في طياته مالايخطر على بال جن سيد سليمان عليه السلام . استجابة لتحقيق طموحاتها الرقمية بادارة العالم بصورة مباشرة من غرفة واحدة .