الأربعاء - 16 يوليو 2025 - الساعة 05:58 م
يتولى فخامة الرئيس الدكتور رشاد العليمي في المرحلة ، مهمة استعادة وحدة الصف الوطني ، ويعمل عليها كواحدة من المهام الشاقة فيها . وربما تجاوزت ماعداها لتحتل الصدارة من جدولة اعماله في الاونة الاخيرة ، الممكن ملاحظتها بوضوح في متابعة لقاءاته مع مكونات الاحزاب السياسية ، المتلاشى دورها في مشهد الاحداث التي عصفت باليمن لدرجة الذوبان ، نتيجة تعرضها لهزاتها العنيفة فاقدة القدرة على الصمود والوقوف لثانية في عين عاصفة الانقلاب على شرعية الدولة و نظامها الجمهورية ، مما تسبب في بهتان دورها الوطني في سياق التعاطي مع الازمة ، متبوعا بضياع شارعها السياسي الذي دخل هو الاخر في حالة من الغياب الوطني ، فاقدا لتأثيراته الجماهيرية النشطة على الاحداث و المستجدات على الساحة ، لانقطاع صيرورة ارتباطه بمنظومتها الحزبية الفاعلة التي تمثل اكسير الحياة لاطرها الشعبية الواسعة . مما ساعد على خلو الشارع اليمني من زائر اصواتها ، بعد فرشه المفاجئ بالبساط الاحمر للقادمين الجدد ، دون اطلاق رصاصة بندقية عليهم ، ليصاب المواطن الجمهوري بهزيمة ثورية حادة جعلته يتجرع مرارة الخذلان لفقدانه الثقة الوطنية بالنظام وقواه السياسية والدفاعية ، وانهيار جدران بنيانها في غمضة عين .
من هنا تبدأ اول خيوط ضياع اليمن ، مما استدعاء فخامة الرئيس الدكتور لمحاولة العودة اليها ، مسترشدا بفلسفة قيادة الدولة والمجتمع ، مستعيدا جدولة الاولويات منها في اطار المساحة المسموح له بالتحرك فيها ، شريطة مراعاة الاحكام الدولية الجائرة على اليمن . محققا نجاحات سياسية غير مسبوقة تظهر مستويات قدراته القيادية والاستثنائية الفذة ، و البارزة بوضوح في حسن استغلاله المناسب لكل فرصة مواتية تقع تحت نافذة بصيرته السياسية الثاقبة .
ويمكن الاستدلال على ذلك بولادة مكون القوى السياسية في عدن بعد فترة وجيزة من توليه قيادة الشرعية ، ايذانا بفتح ثغرة وطنية قوية في جدار الازمة . لايمانه العميق باهمية عودة الحياة للمكونات الحزبية ، التي تعني في الاساس عودة عنفوان الشارع اليمني ، واول خطوات يجب اتخاذها لتهيئته لاستعادة دوره في الدفاع عن الجمهورية ، و إقامة جدران بنيان نظامها الجمهورية على قاعدتها الجماهيرية العريضة ، قبل ان تنهال معاول الهدم السياسي للانظمة الهجينة عليها منذ قيام الثورة . على حجم الطفرة النوعية التي شهدها اليمن في عهده الوحدوي المبارك رغم خروجها بشق الانفس من عنق زجاجة النظام المحاصر بالقبيلة المحملة بوزر الجناية على الثورة في كل المراحل .
ويعمل فخامة الرئيس الدكتور رشاد العليمي ، على مواصلة تشييد صروح هذه المكونات السياسية المستمدة قوتها من تاريخها النضالي الخالد ، باذلا قصار جهده السياسي لاعادة ثقتها بنفسها ، واعادة ثقتها بالوطن والثورة والجمهورية باعتبارها من ثمراتها الوطنية المباركة واليانعة و كثيفة الظلال بعطائها الوطني على كل صعيد ، عاملا بصمت على التحاق المكتب السياسي للمقاومة بمقطورتها ، ضمانة للوصول لتحقيق اعلى مراتب لاصطفافها الوطني ، والانطلاق في تشييد جسور ثقتها المتصدعة بواقعة الاحداث المزلزلة في اليمن . عملا بمفهوم المقاومة كحاضنة وطنية ، لا ثكنة العسكرية فقط . باعثا قيم الحياة السياسية للقوى الوطنية المختلفة الرؤى والتوجهات ، وتمكينها المرتقب من النهوض بدورها الوطني في المرحلة ، وتجييشها للانتصار لكل الاستحقاقات الوطنية فيها .
ونتطلع في نجاح الرئيس الدكتور رشاد العليمي في اقامة جبهة وطنية عريضة شديدة القوى و البنيان مؤمنة بالجمهورية ، مقدسة الموت في سبيلها .
ويمتلك فخامة الرئيس الدكتور رؤية استراتيجية صائبة ، لاعادة احياء عمل هذه القوى التي تمثل الرافعة الوطنية القوية للنظام السياسي ، و الواجهة الديمقراطية الحقيقة له .