الإثنين - 18 أغسطس 2025 - الساعة 03:51 م
سيظل الوطن وعدالة قضية شعبنا الجنوبي تتصدر نضالنا، دون أن نمجد أشخاصًا أو حزبًا أو فئة معينة، ودون أن نمارس ثقافة الكراهية التي زرعتها تلك القوى المتخلفة التي حكمت، سواء في الشمال أو في الجنوب.
وفي اعتقادي المتواضع، فإن الفترة الماضية التي عاشها شعبنا الجنوبي ولا يزال يعيشها، بما فيها من تعاسة ونكد عيش وفقر وعوز وصل إلى كل أسرة وبيت، إلا أنها مرحلة يجب أن نستفيد منها ومن العِبَر التي شاهدناها وعشناها، ويجب الاتعاظ منها. وأهم ما يجب أن نستفيد منه هو قذارة اللعبة السياسية التي كما قال شاعرنا الشعبي الراحل محمد عوض المشطر عنها:
"شف السياسة يا فتى تشتي ذكى، وذي ما عرف للسياسة با يذكوونه".
يجب علينا اليوم، كجنوبيين، أن نعمل بكل ما من شأنه وحدة الصف الجنوبي، دون تمجيد أو الاعتماد على جهة معينة. والخوف، كل الخوف، أن ينالها نصيب مما ذكره الشاعر المشطر حول العمل السياسي. ويكفينا أن نقول دومًا وأبدًا لإخوتنا في المجلس الانتقالي الجنوبي: إن شعب الجنوب يتطلع إلى كل عمل سياسي أو واقعي على الأرض أن يتماشى مع تلك الشعارات الوطنية، وذلك العلم الذي يرفرف على كل الجبهات وفوق صدوركم. عملٌ يكون فيه النضال مستميتًا، وفيه تضحية لشعب قدّم الكثير والكثير ولا يزال يقدم تضحيات، بينما تنهش فيه جهات معادية تعمل على كل ما يجعله يصاب باليأس.
ويرى شعبنا أن أي تقصير من قبلكم إنما هو عمل بعيد كل البعد عن تطلعاته. والخوف، كل الخوف، أن يصل الأمر إلى فقدان ثقته بكم، لتصبح نظرته تجاهكم لا تختلف عن نظرته تجاه تلك القوى المعروفة بمحاربتها للجنوب بمختلف توجهاتها، والأكثر خطرًا منها تلك التي تتقاسمون معها السلطة.
ولا نقول إلا دومًا وأبدًا: تذكروا كلمات الشاعر المشطر:
"شف السياسة يا فتى تشتي ذكى، وذي ما عرف للسياسة با يذكوونه؟"
والسكين جاهز، ونأمل تجاوز خطره.
والله ولي التوفيق. مقال عبدالرحمن سالم الخضر