الإثنين - 01 سبتمبر 2025 - الساعة 06:57 م
ما حدث اليوم، خاصة من تعافي سعر الصرف أمام العملات الصعبة، أمر محيّر ومخيف، إضافةً إلى ما سبقه في وقت سابق من تحسّن في الصرف أمام الدولار والريال السعودي. فقد حدث ذلك بطرق غير مطمئنة، وإلا فهل يُعقل أن يحدث هذا خلال فترة قصيرة، ودون أي إصلاحات أو تعزيز مالي للبنك المركزي اليمني؟ وفي وقتٍ ما زالت فيه رواتب الجيش والأمن مقطوعة منذ شهور، وما زالت فيه العاصمة عدن تعيش حالة إضراب للمعلمين والمدارس متوقفة قرابة عام.
إنني لست خبيرًا اقتصاديًا، ولكن الواقع المعاش يقول إن ما حدث ويحدث من تعافٍ للريال اليمني أمام العملات الأخرى لا ينطبق عليه إلا المثل الشعبي القائل: «صحوة ما قبل الموت».
أكرر ما قلت: إنني لست خبيرًا اقتصاديًا، ولكن ما يحصل ليس إلا صراعًا خفيًا بين قوى النفوذ المالكة للبنوك ومحلات الصرافة، صراعٌ لتصفية حسابات بين جهات تمتلك أطنانًا من فئة الألف الريال. صراع يستبق أي تطورات قد تحصل في المستقبل القريب، سواء سياسية أو عسكرية، قد تختلط فيها الأوراق على كثير من تلك القوى، وخاصة تلك التي تمارس فسادًا طال كل سبل الحياة في وطن لا وجود فيه، ولا وضوح، لمن يحكمه سوى عصابات ومجاميع بعيدة كل البعد عن كل ما ترفعه من شعارات سئم منها السواد الأعظم من أبناء شعبنا.
وخير دليل على ما أقوله – وأتمنى ألا يحدث، ولكنه مؤكد سيحدث – هو عودة الانهيار الاقتصادي للعملة بعد أن تحصل كل جهة نافذة على نصيبها من الربح، نتيجة لمسلسل تعافي الصرف. فقد اتضحت كثير من الأمور المتعلقة بانخفاض الأسعار الوهمية، التي هي كذبة استطاعت تلك القوى تمريرها على الكثير، وخاصة من شاهدناهم اليوم يتدافعون للاستعجال في صرف ما لديهم من عملة صعبة.
والسؤال هو: ماذا يجري أيها الأخ رئيس مجلس الوزراء؟ وما هي إجراءاتكم للحيلولة دون الانهيار مرة أخرى وأخيرة؟