مقالات


الإثنين - 08 سبتمبر 2025 - الساعة 05:01 م

الكاتب: ابوبكر المنصوري - ارشيف الكاتب



ما كنت أنوي الخوض في موضوع المنح الدراسية التي حصل عليها بعض الطلاب الجنوبيين للدراسة في جامعات دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة فالموضوع يمكن أن يحتفى به ابتهاجاً وتقديم الشكر للدولة الشقيقة وكفى، لولا الضجة الإعلامية المفتعلة التي أثارتها وسائل إعلام إسطنبول، وتفاعل معها الكثيرون من بينهم عشرات الجنوبيين ومعظمهم من السطحيين والسُّذَّج، أو المتعاطفين مع إعلام إسطنبول.
في البدء لا بد من الإقرار بأن حصول أبنائنا وبناتنا على مائة منحة أو أكثر للدراسة الجامعية في دولة مثل دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة المعروفة بواحدة من أرقى وأعلى المنظومات والنوعيات في التعليم، يمثل مكسباً لأبنائنا الطلاب المبتعثين وللشعب والوطن، تستحق عليه دولة الإمارات العربية المتحدة كل الشكر والثناء والامتنان.
أما قضية العدالة في التوزيع وما يدور من حديث عن المناطقية أو المجاملة وعن مبتعثين لم ينهوا الدراسة الثانوية وغيرها من الأقاويل غير المستندة على أية براهين أو قرائن فهذا أمرٌ معروف وكان متوقعاً، طالما يقف المجلس الانتقالي الجنوبي ورئيسه الأخ عيدروس الزبيدي وراء هذا الحدث، أما حينما يكون المصدر لكل أشكال التشكيك والتشهير والتزوير والشجب والاستنكار هو إعلام اسطنبول فعلينا جميعا أن نطمئن ونفتخر بأن الأمور سليمة، وإن رافقتها أخطاء أو عيوب، وعلى من يبرهن أن أموراً كهذه تسير بمسطرة العدالة وميزان النظام والقانون، فنرجو أن يبرهن لنا هذا بالوقائع والقرائن أما العكس فلدينا عشرات القرائن التي تقول أن وزير التعليم العالي الذي ورد اسمه في بعض التعليقات قد خصص مئات المنح الدراسية، الممولة من خزينة الدولة والتي ليست هدية كما هو الحال مع البعثة التي نتحدث عنها، نقول هذا الوزير خصص هذه المئات وربما الآلاف من المنح لأنصار حزبه ولأبناء المسؤولين والسفراء في حين بقي أبناء الفقراء يتضورون عطشا لفرص التعليم ولم يعثروا عليها،. . . لكن شتيمة قنوات اسطنبول هي شهاد بنقاء العملية ونزاهتها وصوابيتها أو كما يقول أبو الطيب المتنبي
وإذا أتتك مذمتي . . . . . . والباقي عليكم
كان من أطرف ما قاله المتقولون عبر إعلام إسطنبول إن هذه المنح لم تدخل ضمن خطط الاستيعاب، ولا تتوافق مع الخطة الاقتصادية وسوف يكون الخريجون عالةً على سوق العمل، وقد كاد صديقي أن يموت ضحكاً وهو يستمع لهذه الحجة، التي تجعل المستمع البعيد عن اليمن وأحواله يتصور أن اليمنيين يعيشون إما في سويسرا أو سنغافورا، حيث يذهب الطالب للدراسة الجامعية ولديه عقد عمل مسبق مع إحدى المؤسسات أو الشركات التي تمول تعليمه وتضمن له حق العمل لديها لمدى محدد قد يصل إلى عقود، وليس في البلد التي قال رئيسها ذات يوم للطلاب المبتعثين من بلاده ما معناه: "شدوا حيلكم وكملوا دراستكم وكل واحد يدبر له عمل ولا تفكروا بالعودة إلى البلد فليس لدينا فرص عمل لتخصصاتكم"*
هنيئا لأبنائنا وبناتنا الفائزين بهذه الفرص والشكر مجددًا لدولة الإمارات العربية المتحدة، وللأخ اللواء عيدروس الزبيدي نائب رئيس مجلس القيادة رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، لإسهامه في تهيئة الفرص لفوز أبنائنا وبناتنا بهذه المنح الجامعية بما تمثله من فرص ذهبية لتلقي العلم والمعرفة والعودة لخدمة الوطن وأبنائه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* ورد هذا أثناء لقاء الرئيس علي عبد الله صالح مع الطلاب المبتعثين للدراسة في جمهورية الصين أثناء زيارته لها في أبريل من العام 2006م