الثلاثاء - 16 سبتمبر 2025 - الساعة 09:14 م
منذ الوهلة الأولى لإعلان استقلال الجمهورية العربية اليمنية في عام 1962م تقاسم المشائخ المناصب وتآمروا على قادة الثورة، فسرعان ما تم إبعاد الرئيس عبدالله السلال واستبداله بشيخ ضعيف تحكمه مجموعة من الشيوخ الأكثر قوة ونفوذ، وبرغم إذاعة الكثير من البيانات الجمهورية والأغاني الثورية وأبرزها (جمهورية من قرح يقرح).
في حينها كان يتم نفي ومطاردة الثوار الحقيقيين، منهم من هرب إلى دول عدة، وأكثرهم هربوا ومارسوا عملهم ونشاطهم من الجنوب من عدن، بل وصلوا في الجنوب إلى أعلى هرم السلطة، حيث تربى الجنوبيون على الفكر الوحدوي الشامل للأمة العربية أجمع. وهكذا ظل نظام الحكم في الشمال نظامًا أسريًا قبليًا متخلفًا: عفاش يحكم وبن لحمر يحكم، وفي كل مديرية وناحية حاكم قبلي يسجن ويقيد بعيدًا عن كل الشعارات الجمهورية التي يرفعونها. وهكذا ظل نظامهم إلى عام 1990م حتى انتقم الله من الجنوبيين ربما لأخطاء وذنب ارتكبته السلطة في الجنوب ضد شعبها، بيوم الـ22 من مايو عام 1990م.
يوم إعلان وحدة بين نظامين مختلفين سرعان ما تم الانقلاب على تلك الوحدة عام 94م، واستمر ذلك الحال ووقع أبغض احتلال عرفه الجنوب، حتى انتقم الله من نظام المشائخ وعفاش بسبب ما فعلوا وعملوا من جرائم تجاه الجنوب أرضًا وإنسانًا، لتعود صنعاء إلى حكم الإمامة العلنية وبدون خجل تحت راية وعلم الجمهورية؟ هم هكذا والتاريخ يعيد نفسه، والشواهد على الأرض هي جواب على كل من يُكذّب أو لا زال يحن إلى عهد بائد. الجميع يشاهد كيف يعيش من تربعوا على عرشه عيشة البذخ اليوم، وكيف نهبوا ثروات اليمن شمالًا وجنوبًا، ومن منّا لم يشاهد أفراحهم حين تقام، كيف يصرفون وكم يمتلكون من عقارات وبنوك ومدن في شتى أرجاء العالم.
يجيك خايس ويقول كانوا وكانوا، واليوم يتباكون على الوطن والجمهورية ويعيدون نشر ما خدعوا به العالم مثل (جمهورية من قرح يقرح)، والحقيقة تقول (إمامية من قرح يقرح). والله نسأله أن يلطف بالفنان أيوب طارش ويخارجه حتى لا يتم محاسبته على (لِمَن كل هذا القناديل تضوي لِمَن).