مقالات


الخميس - 16 أكتوبر 2025 - الساعة 04:20 م

الكاتب: د . جمال عواس - ارشيف الكاتب



في الوقت الذي تشتد فيه التحديات.. وتستوجب المرحلة اصطفافاً وطنياً جنوبياً،، يظهر البعض ممن اختاروا التغريد خارج السرب ، تحت شعارات فضفاضة أو أيديولوجيات تجاوزها الزمن، ليخلقوا واقعاً مشوشاً ، ويفتحوا ثغرات في جدار اللحمة الجنوبية المتماسكة...

إن أخطر ما يواجه المشروع الجنوبي اليوم ليس فقط العدو الخارجي ،، بل تلك الأصوات النشاز التي ترتدي عباءة القيادة وتخاطب الشارع بخطاب ملتبس.. يعيدنا إلى دوائر الصراع والهدم، بدلاً من المضي نحو مشروع الدولة واستعادة السيادة....

نحن مع حرية الرأي..، ومع التعدد في الرؤى، ولكن حين يتحول التنوع إلى طعن في ظهر القضية، فإن الصمت خيانة... فالوطن لا يُبنى بالمزايدات ولا تُدار المعارك بالمواقف الرمادية.. ولا تُصنع الكرامة على موائد المصالح الشخصية....

على القادة أن يتحملوا مسؤولياتهم التاريخية،، وأن يدركوا أن الجماهير لم تعد تصغي لمن يتقن الخطابة ويتقاعس عن الفعل... الجنوب اليوم بحاجة إلى رجال دولة لا أصحاب شعارات ، إلى قادة صف لا قادة منصات...

فلنحذر ممن يجعلون من أيديولوجياتهم الخاصة شماعة لتعطيل المسار..، فالقضية الجنوبية اليوم أكبر من الأشخاص ، وأقدس من الحسابات الضيقة...