مقالات


الإثنين - 17 نوفمبر 2025 - الساعة 09:36 م

الكاتب: القاضي عبدالناصر سنيد - ارشيف الكاتب


الغروب بشكل لوحه فسيفساء جميله يتسمر أمامها الناس مفتونون بجمال تلك اللحظه والتي تحمل معاني مؤثره قد تكون هدفا ساميا لإبداعات الأدباء والشعراء فكل مبدع يمتلك طريقته الخاصه به في تفسير الغروب بشكل الذي تفتح أمام عقله باب الإلهام .
فقد يكون الغروب عنوان بليغ لافول يوم جميل بغض النظر عما حمله هذا اليوم من منغصات وقد يكون الغروب عنوانا لافول نجم أو بعبارة أدق عنوان حزين لزوال نجم من بين النجوم ، ولكن في كل الاحوال يبقى النجم ساطعا حتى وان كتب عليه الافول ، فقد تخفت الظروف من شدة سطوع هذا النجم او ذاك او تحجب الغيوم بعضا من قوة سطوع هذا النجم لكن سيبقى النجم ساطعا رغما عن أنف كل الظروف .
قد تتلبد السماء يوما ما بالغيوم وقد تهب العواصف ومايرافقها من رياح عاتيه واعاصير وقد يخطف وميض البرق الأبصار وقد يخرس صوت الرعد الاصوات وقد تأتي الأمطار بالفيضانات ولكن العواصف وان اشتدت فإن مصيرها أن تذهب و السماء وان تلبدت فإن مصيرها إلى أن تعود إلى أصلها صافيه فليس هناك من منظر بديع مثل منظر السماء وهي صافيه لأن صفاء السماء يبعث بطمانينه إلى النفوس.
نحن نعيش في زمان عجيب لايمثل فيه الاذكياء اي ميزه أو قيمه رغم أن الله تبارك وتعالى قد أشار إلى هذا الفرق العجيب "هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون" سورة الزمر الايه 9 ولكننا اصبحنا نعيش في زمن اختبطبت فيه نواميس الحياه حيث تساوى فيه الغبي مع الذكي الا في روليت الحظ فإن روليت الحظ دائما ما يميل و بشكل لافت لمصلحة الاغبياء ، بعد أن أصبح التفكير في هذه البلاد عباره عن عورة يجب الإنتباه والاحتراس الشديد منها ، واصبح الإبداع عباره عن رجس من عمل الشيطان يجب التنزه والتعود منه ، لقد صدق الفيلسوف الألماني الشهير شوبنهاور يوما عندما قال مقالته وهو يعيش في القرون الوسطى إن التفكير خطيئه و التفاهه فضيله ، فماذا نحن قائلون اليوم ونحن نعيش في القرن الواحد والعشرون بعد أن شاهدنا بأم أعيننا كيف أصبح الذكي يلام بقسوه على ملكات تزين عقله بينما نرى الغبي يكرم وبحفاوه على نضوب الأفكار من عقله لأننا باختصار اصبحنا نعيش في زمن همشت فيه العقول و خنس فيه الاذكياء بعد أن انحازت ادوار البطوله وبقوة القانون للاغبياء وكفى بالله حسيبا..
القاضي الدكتور عبدالناصر احمد عبدالله سنيد