مقالات


الجمعة - 19 ديسمبر 2025 - الساعة 07:07 م

الكاتب: اديب صالح العبد - ارشيف الكاتب




وبالعودة الى ذكريات حوش الامن ابان وجود الامن المركزي ، فقد كان الامن المركزي يعمل للحراك الجنوبي الف حساب وحساب ، ولقد كان لرفاقنا في الحراك الجنوبي السلمي دورا كبيرا جدا، في الوقوف معي ومساندتي ، ومن ابرزهم المرحوم الشيخ عبدالله مساعد ناجي الفقير، والاخ المرحوم مساعد علي الدهولي، وايضا الاخ العزيز عبدربة محمد الطاهري ، وايضا الوالد المناضل علي بن علي هادي والشيخ الوالد ناجي صالح الحارثي ، وكثير من الشباب والنشطاء في الداخل لايتسع التوقيت لذكرهم، واعتذر لكل من اغفلت اسمه ، وفي الخارج الكثيرين من ابرزهم الاخ المخفي للأن علي احمد الخمار والأخ العزيز ياسر محمد حلوان والاخ العزيز محمد عبدالله لهدان الشعيبي ، واخرين

وبالعودة الى حوش الامن ببيحان ، ابان وجود الامن المركزي ، فهناك احداث حصلت وانا في السجن المركزي ببيحان ، تم ابلاغي بها بعد خروجي ، من السجن الذي دخلته في 24مايو 2009 م ، ولزاما علي ان اسرد بعضها في هذا المقال، كواجب علي ، وماتبقى في سلسلة اخرى بأذن الله، فمما تم ابلاغي به حينها هي المشادات الكبيرة والضغوطات التي مورست من المسؤلين الشماليين في المحافظة ، على الاخوة في جهاز الامن السياسي بيحان ، ممثل بمديره المرحوم خميس علي المذب رحمه الله وطيب الله ثراه ومعه المرحوم حسين مبارك الدوح رحمة الله عليه والمرحوم ناصر محمد قبول  رحمة الله عليهم جميعهم، وايضا من كانوا في الجهاز يعملون في هذه المرحلة، وايضا الامن العام ممثلا بالاخ العزيز سعيد عبدربة مقير مدير الأمن العام ببيحان حينها ومن معه في الامن العام ، من ابرزهم حينها الاخ العزيز ناصر محمد هادي والاخ العزيز سعيد العمري، وشخص من حضرموت ، كان مسؤل البحث، اعتقد تقريبا اسمه احمد سعيد واخرين.

لقد كان يتضح  لنا جليا مدى التفاهم التام بين الاخوة في جهاز الامن السياسي والامن العام من ابناء بيحان ، وايضا قيادة الحراك برئاسة الوالد علي بن علي هادي والشيخ ناجي صالح فهيد الحارثي والشيخ المرحوم احمد محسن لحول الشعبي ، وبقية القيادات الاخرى ، وقيادة ملتقى التصالح والتسامح الجنوبي  ، ممثله بالاستاذ محمد احمد شبخ الفاطمي ، هذا الشخص الذي لانستطيع ان نوفيه حقه ، واتعبته كثير.

لقد كان الهدف العام والعريض للجميع ، في تلك المرحلة المفصليه ، والعصيبه جدا ،  هو الحفاظ على ان لاتراق قطرة دم بين ابناء بيحان، وايضا ان لايحدث اي تصادم ، مما كان يخطط له  المسؤلين الشمالين في بيحان ، وان تقوم بيحان بدورها المناط بها لقضية الجنوب ، فالاقصاء والتهميش ، وشخيط ونخيط الشماليين عسكريين ومدنيين ، كان قد ولد عند معظم من كانوا في السلطة من ابناء بيحان ، ايمانا مطلقا بأن التعايش اصبح مستحيلا  مع من يتعامل بثقافة المنتصر،  وان الفرع عاد الى الاصل ، وفي ظل الاقصاء والتهميش الذي يعانون منه " جندي شمالي ليس مرقم ، صلاحياته اكبر من ظابط جنوبي  " ، وعلى اثر هذه الممارسات، اعلن وقوفه مع قضية الجنوب ، بينما البعض الاخر فضل الوقوف بطريقته .

  وحسبما وصلني بأن هناك اصرار كبير كان لدى قيادة الامن المركزي لاستلام جوالي الخاص، لتفتيشه والاطلاع على مابداخله ، وعلمت حينها بأن مدير الامن الاخ سعيد مقير رفض  تسليمه لهم ، وتم ارسال الي احد حراس السجن الاخ الرائع حسين محمد المذب اعتقد هكذا اسمه ويلقب ابو وهيب ،  لاستلام مني جوالي ، وعلمت بانه قام بتسليمه لمدير الامن سعيد مقير، والذي سلمه حسبما بلغت به للاخ العزيز الرائع سعيد العمري ، مدير امن بيحان حاليا والذي احتفظ ب به ، واعيد لي مجددا ايضا عبر ابو وهيب بتوجيهات من الاخ سعيد مقير .


وليعلم الجميع بأن الامن العام ببيحان حينها، كان مصنف من قبل من قبل قيادة الامن المركزي والمسؤلين الشماليين ، على انه موالي للحراك الجنوبي السلمي ، البعض سرا والبعض علانيه ، وعليه فقد تم ابلاغ قيادة الامن السياسي بالمحافظة برفض قيادة امن المديرية، تسليم جوالي ، وطلب " الحدي " مسؤل الامن السياسي في المحافظة، والذي كان ينظر الي حينها والى جميع نشطاء الحراك الجنوبي السلمي ،باننا ارهابيين او قتله مطلوبيين ، والحدي من ابناء الشمال  ، حيث قام بالتوجيه للمديرية ، بالقيام بصورة عاجله بنقلي الى سجن الامن السياسي في عتق ،  ومن عتق كان يتم الترتيب لنقلي الى سجن الامن السياسي بصنعاء ، الذي كانت حينها تتواجد فيه عدد من قيادات الحراك الجنوبي . تم اعتقالهم من عدن .

الامر كان عصيبا جدا، ولم يكن سهلا على الاخوة في الامن العام والامن السياسي من ابناء بيحان ، وكانوا امام اختبار صعب جدا، وقاموا بالرفض قائلين ، عندنا سجن ونيابة ومحاكمة، واذا عليه اي قضية جنائية او سياسية فليحاكم ببيحان ويودع السجن ببيحان، اما نقله فهو امرا مرفوض ، واذا تم نقله فستحدث مشاكل كبيرة جدا، نحن في غنى عنها، وبذلت جهود كبيرة جدا من الاخوة الاستاذ  محمد احمد شيخ الفاطمي ، والذي هدد باغلاق ادارة الامن اذا تم نقلي الى عتق ، والاخ عبدالله مساعد الفقير والاخ عبدربة محمد الطاهري والاخ مساعد علي الدهولي، والوالد علي بن علي هادي، والاخ الشيخ ناجي صالح الحارثي ، الذي علمت بانه اجرى اتصال هاتفي بالاخ سعيد عبدربه مقير، في اليومين الثاني والثالث لاعتقالي ، وطلب منه بذل جهوده في توقيف عملية نقلي الى عتق ، والتي فعلا توقفت بعد ان تم الترتيب لها في عتق ، فمثل هذا الموقف كان صعب جدا للجميع، وكان الشارع يتحدث بأنه قد تمت عملية نقلي الى عتق مباشرة ، ومن عتق الى صنعاء.


وبلغت فيما بعد بعقد لقاء مغلق  في مبنى الامن السياسي ببيحان  ،جمع كلا من الاخوة الشيخ  محمد عبدالقادر لحول مدير عام المديرية انذاك والمرحوم خميس علي المذب مسؤل جهاز الامن السياسي انذاك، الف رحمه عليه، ومدير الامن العام انذاك الاخ سعيد عبدربة مقير  ، لتدارس الامر، وايقاف قرار نقلي الى سجن الامن السياسي بعتق  ومن ثم صنعاء، حيث علمت بانه تم الاتصال من قبلهم بمحافظ شبوة حينها الدكتور علي حسن الاحمدي ، وتم طلب منه اصدار توجيهات بوقف عملية نقلي خارج المديرية ، وفعلا قام بتلبية طلبهم ، واصدر توجيهاته بوقف نقلي خارج بيحان ، الى سجن الامن السياسي بعتق . ولاانسى هنا ان اذكر بالدور الكبير للأخ العزيز ناصر محمد هادي ، والذي كان همزة الوصل والاتصال والتواصل مع قيادتنا في الحراك حينها حسبما ابلغت ، وهناك الكثيرين ممن ناضلوا ولم يظهرون انفسهم ، وقاموا بادوار كبيرة جدا  اكثر منا، وهذه حقايق  للتاريخ، ويجب ان يعرف الجميع بأن جعب النضال متعدده ومختلفه ، ولم تقتصر على رفع العلم او المشاركة في مسيرة او مهرجانا هنا او هناك، او اعتلا منصة او القا خطاب بميكرفون، على العكس ، فكلا كان يناضل من المكان الذي يراه مناسبا له ، وانا هنا لااستسرد ماتعرضت له ، على الاطلاق ، ولكن اريد اوجه رسالة للجميع ، بأن هذا الوطن الجنوبي هو للجميع ، وان علينا نبذ ثقافة التخوين والاقصاء، والقبول ببعصنا، وان لانمن على وطننا، ونظلي نردد "نحن ناضلنا" فهذا واجبنا بدون منه، وان لاننتقص من دور احد ابدا ، وهناك من قدموا اروحهم رخيصه ، وسقطوا شهداء او جرحى ، وعلينا ان ندعو الجميع من لازالوا يغردون خارج السرب ، بالعودة بين اهلهم واخوانهم ، فالجنوب لكل  وبكل ابناءه ، وعلينا رص الصفوف وتعزيز التلاحم ،  والصمود ، والثبات خلف قيادتنا، ممثله بالرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي حفظه الله ورعاه، والسير نحو اعلان دولة الجنوب العربي ، على كامل ترابها ماقبل العام، 90م، لانهاء معاناة شعبنا، بعد احتلال بأسم الوحدة، لخمسة وثلاثين عام  .

حفظ الله شعبنا الصامد
حفظ الله قيادتنا السياسية

وللحديث بقية