مقالات


الأحد - 13 يوليو 2025 - الساعة 10:55 م

الكاتب: علي عبدربة غزال - ارشيف الكاتب



لم يعد غريبا أن نسمع عن مئات المعلمين الذين اضطروا إلى ترك مهنة التعليم والالتحاق بالعسكرية أو أعمال أخرى. المشكلة لا تكمن فيهم، بل في الظروف القاسية التي دفعتهم لذلك. فقد أصبح التخلي عن التدريس نتيجة حتمية لتدهور أوضاع المعلمين وغياب أبسط مقومات الحياة الكريمة.
أي مهنة في البلد، مهما كانت قدسيتها، لا يمكنها الصمود أمام التجاهل والإهمال والتجويع. والمعلم حيث كان ظل لسنوات يعمل بلا راتب في ظل انهيار العمله ويعد مجز ولا حتى للموظف تأمين صحي ولا تقدير اجتماعي حقيقي، فكيف له أن يستمر.. حين تفتح أمامه أبواب معيشية بديلة، سيختار ما يضمن له ولأسرته الحد الأدنى من الكرامة والبقاء.
المؤسف في الأمر ليس والبعض أنهم التحقوا بأعمال أخرى او هجروا البلد لظروف اجبارية بل في أن التعليم نفسه هذا الركن الأساسي أصبح لايبالي لمن يحملون رسالته النبيلة.
اليوم وغدا إذا أردتم أن تبقى المدارس عامرة بالكفاءات، فامنحوا المعلم ما يستحقه وثبتوا كحاله استثناية توظيف المعلمين البدائل والمتعاقدين عبر المدارس وماتب التربية بالمديريات والمحافظه وهذا احترام وحقوق الفرد لا نريد شعارات فارغة ولا وعودا جوفاء، بل نطالب بواقع ينصف المعلم ويعيد له مكانته في المدرسه.
المعلم سواء كان رسميا، أو بديلًا، أو متعاقدا ليس موظفا عاديا يقاس بعقد أو راتب أو (إكرامية أهلية) بل هو صانع العقول، ومؤسس الوعي، وباني الأوطان. وإذا كنا نتحدث عن النهضة، أو التنمية، أو المستقبل، فإن أول ما يجب إصلاحه هو وضع المعلم وبيئته المهنية والإنسانية.
لا مستقبل لأي مجتمع لايحترم معلمه، أو يقصيه، أو يحمله هموم ما لا يطيق دون تقدير ولا دعم. فمثل هذا إنما يزرع شوك الجهل في دروب أجياله، ويجهض بذور التقدم في قراه ومدنه.
وهنا عندما نشير الى مثل هذا الاستحقاقات لا بدافع شخصي، ولا بانفعال عابر، بل برجاء صادق أن يعاد النظر في واقع المعلم حيث يكون، ليمنح اعتباره، وتعترف قيمته، ويصغى لصوته وتوظيفه حتى وإن كان بديلاً يعمل بكفاءة في مدرسة نائية.
من يقود النشء نحو النور لا يجب أن يعيش في ظلام الإهمال. ومن يعلم القيم يجب أن يكرّم ويحترم ويشار. الى جهوده.
هل يعقل أن يصبح الطالب طبيبا أو مهندسا أو مسؤولًا، وهو لا يعرف قيمة من علمه الحرف وابجديئات اللغه.
مع اقتراب العام الدراسي الجديد، نرجو أن تكون هناك وقفة جادة من قيادات الدوله لا نطلب الكمال، لكننا نطمح إلى العدل والإنصاف.
إذا جعلنا من احترام المعلم ثقافة، ومن إنصافه سياسة، ومن دعمه أولوية وطنية، فإن التعليم سيكون في أمان، والمدارس سترتقي إلى المستوى الذي نطمح إليه.
نؤمن أن الكلمات وحدها لا تكفي، ما لم تترجم إلى أفعال. فليكن الفعل هو البداية، من أجل أن يستمر المعلم، ويستمر التعليم، ويستمر الوطن.