الجمعة - 12 سبتمبر 2025 - الساعة 06:46 م
يقول المثل الشعبي المعروف الضرب بالميت حرام ويكاد أن يحمل ذات المعنى إجماع اهل العلم على أن تشييع ذات الجنازه مرات عده مكروه ، ومصدر كراهية هذا الفعل بأن حال الميت يظل كما هو ميت حتى لو تزايد عدد المشيعين في جنازة هذا الميت فلن يزيد عدد المشيعين الميت بهاء وسيبقى حال الميت كما هو ميت.
لن ينفع الميت كثرة النواح والبكاء فكثرة الدموع لن تزيد الميت الا عذابا ، لن ينفع الميت كثرة الثناء فالميت قد انقطع عمله فلن يستفيد من بركات هذا الثناء ، لن ينفع الميت اي دعايات سواء كانت عبر الصور الفوتوغرافيه المعدله أو كانت عبر الفيديوهات المسجله أو كانت عبر المقابلات الصحفيه أو المتلفزه أو كانت عبر اي نوع من انواع الدعايات فالميت لن يعود للحياة خصوصا بعد أن حرصنا على دفن هذا الميت في مقابر النسيان ، لذلك وجب علينا من باب الستر بحسب مقتضيات الشريعه الاسلاميه أن نواري جثمان الميت الثرى وان نصلي عليه صلاة الميت الغائب فقط لأجل الايام الخوالي وان ندعوا له بالثباث عند السوال ، ونترك الميت لحال سبيله و من دون أن نقيم له أي دار عزاء ومن دون أن نبني له شاهد على قبره.
الحياة هي مدرسه لا يتخرج منها أحد بشهادات جامعيه إنما يكتسب خبرات ودروس ، يتعلم منها الاحياء على وجه الخصوص الدروس الذي لم يتمكن الموتى من استيعابها ، فمن أشد هذه الدروس بلاغة و عبرة هو الدرس الذي تستطيع أن تعرف فيه الفرق بين الحقيقه والخيال و الدرس الذي نتعلم فيه متى نصدع بالحق ومتى يجب علينا أن نتوقف عن الخيال ،.
الامل عباره عن كلمه جوفاء ليست لها قيمه على الواقع ، محظور تسويقها ، يصفها البولنديون بأنها الام الحنون للاغبياء ، لذلك لم ادخل كلمة امل أو اي ترجمه لمفرداتها إلى قاموسي اللغوي والذي حرصت أن يكون هذا القاموس بليغا و حصيفا بمفردات تحاكي الحقيقه وتصدع بها لأن الحقيقه تمثل المعرفه القصوى التي تحدث الفرق في حياتنا و تؤثر على قراراتنا ، فأول كلمه خاطب الله تبارك وتعالى بها عامه المسلمين كانت اقراء لأن في القراءه فائده وإدراك وعلم ، ولكن هناك من يريد منا فقط أن نسمع ومن دون أن نعلم الحقيقه وان نقوم بتغييب ابصارنا و بتعطيل عقولنا و بتجاهل حصافتنا لأجل أن نستمع إلى من يكرر مقولة مااريكم الا ماارى ومااهديكم الا سبيل الرشاد .
لازلت انتمى وادافع عن وحدة السلطه القضائيه و شرف الانتماء إليها انطلاقا من مبداء راسخ لا خير في كثير من نجواهم ، بعد أن دعوت في البدايه الى راب الصدع والالتقاء على كلمة سواء قبل أن أتوجه إلى بيان وكشف الحقيقه في وجه من سولت له نفسه بشق وحدة الصف ، لذلك يجب على أعضاء السلطه القضائيه عدم الانتباه للصور فالصور بغض النظر عمن يظهر فيها قد وجدت لأجل تشتيت الانتباه ، كما يجب على أعضاء السلطه القضائيه عدم الالتفات إلى لغة البيانات لأن لغة البيانات قد وجدت لأجل التضليل ولكن يجب على أعضاء السلطه القضائيه احترام الحقائق على الأرض ، لأن الحقيقه هي وحدها من يمتلك ذاك اللسان الفصيح الذي يخبرك بأن الذي استأجرته هو ذاك القوي الأمين او أن الذي استاجرته عباره عن لغوي مبين وكفى بالله حسيبا.
القاضي الدكتور عبدالناصر احمد عبدالله سنيد