الجمعة - 12 سبتمبر 2025 - الساعة 07:02 م
ربما تمثّل شبوة حالة استثنائية بين محافظات جنوب اليمن ، بل وحتى بعض من محافظاته الشمالية ، من حيث قدرتها الواسعة على احتواء الآخر ، وتقبل التباينات والاختلافات في الرؤى والتوجهات . على الرغم من التهميش الذي عانت منه عبر مراحل متعددة ، إلا أن فترة ما بعد الوحدة كانت بمثابة الاعتراف المتأخر بمكانتها ، حيث لاقت حينها شيئًا من الإنصاف ، ومحاولات جادة لمعالجة أوضاعها المتراكمة .
شبوة أيضًا تُعد من أكثر المحافظات الجنوبية استعدادًا لطيّ صفحة الماضي ونبذ صراعات "رفاق الأمس"، وترفض بشدة العودة إلى مربعات التشطير والتصفيات ، وتنادي بإدارة محلية تمتلك كامل الصلاحيات ، بعيدًا عن الإملاءات والوصاية من أي جهة كانت . فهي تؤمن بأن إدارة شؤونها بيد أبنائها هي الخطوة الأولى نحو استقرارها وازدهارها .
لكن اليوم ، تبدو شبوة وكأنها عادت إلى مربع الغبن والتهميش المبكر ، وهذه المرة من سلطة الأمر الواقع في عدن ، التي تمضي في استهداف ممنهج لما تبقى من كفاءاتها وقياداتها. فالقصة الأخيرة مع سالم ثابت مثال صارخ على هذا التوجه ؛ الرجل الذي لم يمضِ على تعيينه سوى أشهر قليلة ، حتى طاله الإقصاء من نفس الجهة التي دفعته إلى المنصب .
ما يجري يثير مخاوف أبناء شبوة ، الذين لطالما فتحوا قلوبهم وديارهم لكل اليمنيين دون استثناء ، وها هم اليوم يواجهون من البعض معاملة "الغرباء في الدار"، لا كأهلٍ وشركاء في الوطن .