الأربعاء - 08 أكتوبر 2025 - الساعة 08:02 م
الجنوب العربي لم يخترعه "الرئيس عيدروس الزبيدي" كم يضج "ذبابهم وبعوضهم" ، وليست بريطانيا اول من استخدمه فالجنوب العربي حقيقة جغرافية يعيش عليها سكان انتجوا أنماط سياسية لادارتهم مختلفة عن اليمن مثلما اليمن الحالية حقيقة جغرافية أنتجت أنماط حكمها
حاول القوميون يمننته ولانها اماني عاطفية فشلت في اول اختبار عملي ولم تستطع اليمننة ولا طرفياتها ازاحته لا جغرافيا ولا سياسيا ولا وطنيا
كلما ظهر هذا المصطلح الوطني ارتفعت صراخهم ، ولو انه لايخيفهم لن يتصارخوا ، لكنه لن صحيح يخيفهم ويهدم سرديتهم فهو مسمى جغرافي ووطني وسياسي قبل بريطانيا حكمته امارات وسلطنات كانت تشكّل ما يشبه الكنفدراليات واذا ما ظهر عدو يهدد اي منها كانت تتعاضد لقتاله وتاريخ صراعها مع الزيدية وغيرها لا يخفى على احد
بريطانيا لا تبتدع تسميات لمستعمراتها وحتى الاستشراق لا يبتدع والجنوب العربي حين استخدموه في كتاباتهم كان موجود جغرافيًا كوجود مسمى اليمن جغرافيًا في كتاباتهم فكيف صارت اليمن هوية سياسية وطنية وجغرافيا بينما الجنوب العربي اختراع بريطاني!!؟
كل الدول الوطنية حديثة عهد فلم يكن اليمن في اي من مسميات الدول قبل الاسلام "سبا حمير قتبان حضرنوت ...الخ" ولا في الدويلات بعده لأنه اسم جهة وما حافظ على مسماه حديثا انه كان من التقسيمات الإدارية للدولة العثمانية والحقته المملكة المتوكلية الهاشمية بعد خروج الاتراك في سياق مشروعها التوسعي لالتهام المناطق المستقلة في المسمى الجهوي اليمن والحاقها بمشروعها السياسي
المسمى الحديث لليمن أخذوه من التقسيم الإداري للولايات العثمانية حينها "ولاية اليمن" وليس من مسمى سياسي سيادي معروف في ذلك الوقت والجنوب العربي الذي يقولون انه مسمى جغرافي فيه بلاد لم تكن تاريخيا في مشروع الدولة اليمنية السياسية من مئات السنين ولم ينتشر مسمى اليمن الجنوبية في الأدبيات السياسية إلا بعد تصريح صحفي للامام احمد في "السخنه" عام 1955م في سياق نظرية التوسع الامامية
في النهاية يبقى الجنوب العربي حقيقة جغرافية وسياسية تؤكد على أهمية الهوية الوطنية والجغرافية في تشكيل المشاريع السياسية