الأربعاء - 08 أكتوبر 2025 - الساعة 08:17 م
في ظل ما تشهده الساحة الجنوبية من محاولات مستميتة لإعادة إنتاج الانقسامات وإحياء المناطقية بين أبناء الجنوب، تبرز الحاجة الملحّة اليوم إلى قراءة واعية لتاريخنا، واستيعاب الدروس التي دفعنا ثمنها باهظًا في محطات سابقة، وعلى رأسها حرب صيف 1994.
لقد أثبتت الوقائع والتاريخ أن ما حدث في تلك الحرب لم يكن نتيجة ضعفٍ عسكري فقط، بل كان نتيجة مباشرة لحالة الانقسامات والخلافات والصراعات الداخلية التي نخرت الصف الجنوبي من الداخل، ومهّدت الطريق لانتصار العدو.
العدو لم ينتصر حينها بقوته، بل بانقسامنا، وهذه الحقيقة يجب أن تكون حاضرة في أذهان الجميع، كتحذير دائم من مغبة تكرار ذات الأخطاء.
إن وحدة الكلمة وتوحيد الصف الجنوبي اليوم لم تعد مجرد دعوات عاطفية، بل أصبحت ضرورة وجودية لأي تحرّك سياسي أو وطني يهدف إلى استعادة الدولة الجنوبية وبناء مؤسساتها على أسس عادلة ومستقرة.
وعليه، يجب علينا جميعا أن ترتقي إلى مستوى المسؤولية التاريخية، ونعمل على توحيد الجهود، وإفشال كل مشاريع التفريق التي لا تخدم سوى أعداء الجنوب وتضحياته.
إن مستقبل الجنوب لا يُبنى إلا بعقول متّحدة، وقلوب متصالحة، وصف موحّد، فالمعركة لم تنتهِ، ولا يمكن خوضها ونحن متنافرون.