مقالات


السبت - 04 أكتوبر 2025 - الساعة 01:49 م

الكاتب: فضل الجعدي - ارشيف الكاتب




عاش المناضل محمد احمد البيض كل فصول الثورة الجنوبية منذ ارومتها الأولى وعاصر مراحلها ومنعطفاتها وقدم الغالي والنفيس في سبيل انتصارها وسجل مواقف من العطاء والبذل والتضحية وكان في مقدمة صفوف النضال الوطني الجنوبي الى جانب من حملوا على كاهلهم هموم شعبهم وأحلامه الكبيرة نحو الحرية والتقدم والخلاص وكان في طليعة الركب المقاوم ضد عصابات صنعاء العسكرية والدينية والقبلية ومن منظمة اشتراكي الضالع انطلق ورفاقه في نضال دؤوب رفضا لنتائج حرب 94 الظالمة وقادوا الاحتجاجات والمسيرات والفعاليات وتعرضوا للقمع والمطاردة والسجون من جلاوزة نظام يوليو الأسود وأجهزته الأمنية والعسكرية ولم يزدهم ذلك إلا صلابة وعزيمة وإصرار بالمضي قدما انتصارا لقضايا الشعب المصيرية وفي مقدمتها القضية الجنوبية العادلة .

رحل المناضل البيض بعد أن قدم ما استطاع في محراب القضية الجنوبية العادلة ، فقد كان من اوائل المنخرطين في الحراك السلمي الجنوبي واللجان الشعبية وشارك في الاحتجاجات والمظاهرات وافترش ميادين الكفاح الثوري وظل ثابتا على قناعاته إلى ان اختطفه الموت اثر مرض عضال ألم به ، ورحل في غمرة الأوضاع التي يعيشها الجنوب وهو يكافح من أجل الخلاص والانعتاق ضد قوى الشر والتخلف والإرهاب التي لا تزال تتربص به في كل منعطف ومرحلة بغية ابقاءه مسلوب الإرادة ومجردا من حقه الأصيل في الحرية وتقرير المصير وفي الوقت الذي باتت القضية الجنوبية اليوم في مكانة سياسية رفيعة وحاضرة بقوة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي .

أن الحديث عن الفقيد هو حديث عن تأريخ من التضحيات التي خاضها الأنقياء الابطال طوال عقد ونيف من الزمن في إطار كفاحات شعب الجنوب النبيلة للتحرر من هيمنة قوى الشر وعصابات الفيد والفتوى ، وأنها لخسارة كبيرة حين يرحل الابطال بكل خبراتهم وتجاربهم وتاريخهم النضالي وفي هذا الوقت الذي يكون الوطن بأمس الحاجة لهم ، غير أن دواعي الوفاء هو مواصلة السير في النهج الذي رسموه وحمل المبادئ والقيم التي عاشوا وماتوا من أجلها .

السلام والخلود لروح الفقيد محمد احمد البيض وانا لله وانا اليه راجعون .