الجمعة - 10 أكتوبر 2025 - الساعة 05:45 م
لا أعلم لماذا شعرت بحزن عميق بعد إعلان فوز الناشطة الفنزويلية ماريا ماشادو بجائزة نوبل للسلام . ربما يعود ذلك لتعاطفي المسبق مع الرئيس الأميركي المستحق للجائزة دونالد ترامب ، الذي أعلن ذات يوم و بثقة أحقيته بالجائزة ، كقائد عالمي سعى بجد لإحلال السلام ، وخاصة في غزة ، التي تعرّضت لحرب إبادة غير مسبوقة في التاريخ منذ محرقة "أصحاب الأخدود" الخالدة ببشاعتها في الذاكرة الإنسانية .
ولا أعلم ، أيضًا ، ما هي المشاعر التي اجتاحت الرئيس ترامب بعد إعلان لجنة نوبل . لكنها على الأرجح كانت صادمة جدا و قاسية على الرئيس . فكم هو موجع أن يُوضع حدٌّ لحلم سيطر على الفكر و المشاعر معا ، و استبد بالوجدان ، على كبر ولادته ، في خريف العمر ، ليكون بمثابة بصمة خالدة في سجل الحياة و التاريخ .
ومن غير المنصف ، من وجهة نظري ، مقارنة رجل بحجم ترامب ، الذي يكفيه فخرًا عمله الإنساني الخالد في غزة بعودة الحياة لمن تبقى من أهلها بناشطة يقتصر نضالها ضمن حدود الجغرافيا السياسية لبلادها ، مهما كانت جهودها الوطنية نبيلة.
وفي تصريح لافت ، أكّد المتحدث باسم البيت الأبيض ستيفن تشونغ ،
أن الرئيس ترامب لا يزال مؤمنًا برسالة السلام العالمي كقضية إنسانية سامية تستحق العمل والتضحية ، بعيدًا عن الأضواء والجوائز . كما وصف إرادة الرئيس بـ"الارادة الفولاذية"، القادرة على تحريك الجبال الراسيات.
لكن الغموض لا يزال يكتنف عبارة لجنة نوبل بشأن ترامب ، عندما قالت إنه "عمل على تفكيك النظام العالمي"؛ وهي إشارة مبهمة ، تفتح باب التساؤلات حول نوايا اللجنة وتفسيرها .
وان ضلت الجائزة الطريق إلى وجهتها هذا العام . نتطلع أن يظل حلم نوبل حاضرا في وجدان الرئيس ترامب ، دافعًا له للاستمرار في مساعيه من أجل احلال السلام العالمي ، ليصبح واحد من الخالدين في التاريخ .