مقالات


الجمعة - 17 أكتوبر 2025 - الساعة 06:29 م

الكاتب: القاضي عبدالناصر سنيد - ارشيف الكاتب


انتظار الموت اهون عند اعضاء السلطه القضائيه من تدخل لجنة الرعايه الصحيه ، لأن المقابر قد أصبحت تفيض من جثامين أعضاء السلطه القضائيه وتكاد لا تمر بأحد من المقابر الا وترى بأم عينيك شاهد قبر يتزين باسم لأحد القضاة أو الموظفين تختزل حجارته قصة و محنة أحد أعضاء السلطه القضائيه بينما لجنة الرعايه الصحيه التي انشئت بموجب قرار من مجلس القضاء الأعلى لأجل تقديم الرعايه الصحيه لأعضاء السلطه القضائيه لازالت هذه اللجنه في غفله و بحاجه ماسه إلى من يلفت انتباهها و يصوب عملها ، فهذه اللجنه مع فائق الاحترام لتركيبتها والتي جاءت مزيج من قضاة ورؤساء نيابات و وكلاء وزاره ورؤساء نقابات على رغم من مكانة وسطوة اعضائها الا ان هذه اللجنه قد أساءت على مااعتقد في قراءة وترجمة نص قرار مجلس القضاء الأعلى ، اذ أصبحت هذه اللجنه موجوده فقط لأجل السهر على خدمة سكان المريخ ومن على شاكلتهم بينما قضاة وموظفي السلطه القضائيه يخضعون لقواعد معاملات صارمه يراد منها اثباث وقوع المرض بطرق الاثباث الرسمي من وثائق وشاهدين وان تطلب الأمر تؤخد اليمين المتممه لاثباث صحه المرض ، بعد ذلك يخضع المرض لمقياس خاص اسوة بمؤشر داوجونز للأسهم لأجل هدف ظاهره نبيل وباطنه صميل فهو يشير إلى ارتفاع أسهم المرض أو انعدام قيمته وفقا لتقدير لجنة الرعايا الصحيه فبعض الأمراض تصنف بأنها عباره عن أمراض خفيفه بعباره أخرى هذه الأمراض تقف مع نزلات البرد في تصنيف واحد لاتستحق تدخل اللجنه بينما بعض الأمراض يتم تصنيفها بأنها ذات خطوره عاليه خصوصا إذا أصابت أحدا من سكان كوكب المريخ أو ماجاورها من كواكب يكون حال اللجنه مختلفا وتعاملها أنيقا ، لذلك تمنيت لو كان تصنيف هذه اللجنه يحاكي ولو موضوعا العيادات الشعبيه التي كانت موجوده إبان نظام الحزب الاشتراكي في الجنوب فقد كنا جميعا مسرورين وراضيين بما تقدمه تلك العيادات فقد كانت جميع الأمراض بمختلف أنواعها يتم علاجها بعلاج واحد هو البندول وفيتامين سي فقط الا وهي أداة استتناء إذا احتاج المريض إلى إجراء تدخل جراحي يتم تحويل المريض إلى مستشفى الجمهوريه ليقوم المستشفى بالواجب كاملا من دون أن تسقط حصة المريض من البندول وفيتامين سي . اقول لمثل هذه اللجنه ان اداب التعامل مع المريض يجب أن يكون من صميم مهام اعمالكم مع الاحترام لمناصبكم الذي تشغلوها فاهتمام المريض ليس منصبا على المال رغم أنه بأمس الحاجه اليه عند المرض لأن المال لايجلب الصحه إنما يدفع تكاليف المرض ، فالمريض سواء علا منصبه أو نزل يحتاج إلى دعم معنوي وترميم لمشاعره فعندما يتلقى المريض اتصال قد لا يكلف بضع من الريالات أو زياره قد تستغرق أقل من دقيقه يكون لها أثر ومفعول كبير على الحاله المعنويه للمريض الذي يشعر بأنه ليس وحده في هذه المحنه إنما هناك من يقف معه وياخد بيده وخصوصا اذا جاءت مثل هذه الزياره من هذه اللجنه سيطمئن المريض و سوف يشعر حتما بالراحه لوجود السلطه القضائيه بقضها وقضيضها وهي تقف إلى جانبه فالجانب المعنوي للمريض لايقل أهمية عن تناول الدواء لكن هذا السلوك هو مانفتقده في هذه اللجنه ، فهذه اللجنه لا تهتم سوى بالاموال فالمال في عقيدة هذه اللجنه اهم واعظم من صحة المريض وكان هذا المال هو عباره عن منه وليس حق شرعي لكل اعضاء السلطه القضائيه لذلك على هذه اللجنه ان تركز على الجانب الإنساني في عملها إكثر من الجانب المالي فالمرض كاس مذاقه مر لكل انسان نصيب مقسوم حتما سيتذوقه من هذه الكاس ، فلا حصانه أو ترياق لأحد من المرض لذلك أنا لست من المؤيدين لإنشاء مثل هذه اللجان إنما أنا من أشد المؤيدين للتأمين الصحي حيث يذهب أعضاء السلطه القضائيه أسوة بغيرهم من مؤسسات الدولة إلى مرافق صحيه مختاره من أجل العلاج على ايد أطباء مهره من دون انتظار اي تدخل سواء من اللجنه أو مجلس القضاء وانا على يقين بأن التأمين الصحي هو الحل المثالي الذي يحفظ كرامة أعضاء السلطه القضائيه ويغلق ملف الرعايه الصحيه وبشكل يرضي الجميع .
الحمدلله الذي من عليه بتجاوز هذه المحنة وهذه الازمه الذي علمتني بأن العافيه لا تقدر بثمن و أن الرجال تعرف عند الشدائد فمن لم تجده في الشده فلن تجده ابدا وكفى بالله حسيبا .
القاضي الدكتور عبدالناصر احمد عبدالله سنيد