مقالات


الثلاثاء - 14 أكتوبر 2025 - الساعة 04:28 م

الكاتب: القاضي عبدالناصر سنيد - ارشيف الكاتب


الابتلاء هو العنوان الأبرز لهذه الحياة فوجودنا على هذه الأرض ابتلاء وحياتنا عبارة عن مسلسل لا ينتهي من الابتلاء ، الابتلاء قد ياتيك على صور عديده منها مايتعلق في الجسد المرض ومنها ما يتعلق في البيت منها مايتعلق في العمل ومنها مايتعلق بالجيران والعلاقات العامه ومنها مايتعلق بالاموال ومنها مايتعلق بحال البلاد ، تساءلت لماذا نبتلى ؟ ولماذا هذا الاختلاف الكبير في مقياس الابتلاء بين فرد و اخر ؟ وماهي القواعد العامه للابتلاء ؟ ..
الابتلاء ليست عباره عن هبه أو معونات حكوميه يمكن توزيعها لمن يستحق إنما هي عباره عن محنه يختص بها الله تبارك تعالى من يشاء من عباده لأجل أن يعرف الله تبارك وتعالى مقدار وقيمة محبة الله تبارك وتعالى في قلوب عباده بينما البعض الآخر قد يكون الابتلاء عبارة عن فتنه وتمحيص لأجل أن يعود هذا المبتلى إلى الله تبارك وتعالى وهو بحال افضل وأكثر ايمانا و قربا من الله تبارك وتعالى فليس في الابتلاء سوى فوائد منها مايطهر النفس من الذنوب ومنها ما يعطي العبد بعدا ومعنى ومعرفه جديده تقوده وهو أكثر إيمانا وخشوعا و تسليما إلى الله تبارك وتعالى .
الابتلاء وفق المعنى الشرعي هو عباره عن اختبار أو بعباره أخرى فحص مركز لايمان وصبر العبد ، يجري في هذا الفحص امتحان خاص لمعرفة صدق إيمان العبد من عدمه ، فكلما كان العبد صادقا اشتد ابتلاءه وكثرت اوجاعه حتى يلقى الله صابر محتسب بينما من يفقد نعمة الصبر يجد نفسه يدور من دون فائده في فلك الشكوى .
لقد أمضيت يومين في العنايه المركزه في مستشفى الجمهوريه التعليمي في عدن خرجت من هذه المستشفى. بدروس وفوائد يجب أن اتعلم و استفيد منها ، ذهبت إلى العنايه المركزه وانا في حاله من شدة الالم كنت أظن من شدة الالم بأن هذا الالم ليس له مثيل ولكن بمجرد وضعي على السرير وبعد أن اخدت نظره شجن استكشافية لاجد باني أقل الموجودين في العنايه المركزه الما و ابتلاء ، لاعرف بان الله تبارك وتعالى كان بي لطيف، ولكن رغم ذلك كانت في القلب غصه من حجم المدفوعات الذي تكبدتها جراء هذا المرض قياسا على تأخر الرواتب وغلاء اسعار الادويه والفحوصات ولكن الله تبارك وتعالى قد جعل لي من حيث لم احتسب مخرجا وفرجا ، ولكن ما فجر السرور في قلبي عندما علمت بأن الله تبارك وتعالى قد جند لي من الأهل والزملاء والأصدقاء من يدعون لي بظهر الغيب ، لقد مررت بأزمات صحيه عديده لم اجد مثل هذا الزخم من الدعاء المقالات والعلاقات لا تصنع المحبه إنما المحبه رزق من الله يختص به من يشاء ليجعل الله تبارك وتعالى دعاء المحبين سبب لانتهاء هذه الازمه الصحيه على خير ولكن الشي الذي ابهرني و لفت انتباهي بشده هم ممرضوا وفنيون وأطباء العنايه المركزه في مستشفى الجمهوريه التعليمي على الرغم من تأخر رواتب الموظفين والذين هم في حاله من العوز لا يعلم بحالهم سوى الله تبارك وتعالى إلا أن الممرضين والأطباء في قسم العنايه المركزه بمستشفى الجمهوريه قد تحلوا بمشاعر انسانيه ساميه و عاليه في سبيل العنايه بالمرضى والذين هم في حالة ضعف شديد وحاجه ماسه لرعايتهم ، ان ما قام به الممرضون والأطباء من جهد وتفان كان ليس من باب الواجب الوظيفي كما اظن إنما إيمانا وحبا من هولاء بهذه الوظيفه والدور الإنساني الذي يقومون به فلا اعتقد بان كلمة الشكر مهما ما كانت المهاره التي صيغت بها سوف تكون كافيه لارضائهم أو رد الجميل لحسن صنيعهم إنما ادعو الله تبارك وتعالى ان يجازيهم خير الجزاء يوم لا ينفع مال ولا بنون.
أتوجه بكلمة الشكر والتقدير لكل من خصني وانا ضعيفا بالدعاء راجيا من الله أن يرى ذلك الدعاء عظيما في ميزان حسناته يوم القيامه وكفى بالله حسيبا