مقالات


الثلاثاء - 04 نوفمبر 2025 - الساعة 04:11 م

الكاتب: اللواء . علي حسن زكي - ارشيف الكاتب





أن انقطاعات الكهرباء والماء لازالت مستمرة وان اتت فمجرد طيف عابر ، بما هي الارتفاعات السعرية تتصاعد والتجار وأصحاب الصيدليات بصورة عامة يتسابقون على ارتفاعاتها رغم تحسن سعر الصرف ولإن كانت قد شهدت هبوطا بسيطا في بداية الاصلاحات قياسا بتحسن الصرف غير أنها مالبثت أن عاودت الارتفاع لضعف استمرار الرقابة من ذوي العلاقة والاختصاص، فيما انقطاع  المرتبا ت لازال مستمراً هو الآخر لخمسة أشهر والسادس  دق الابواب  ولا يبدو  هناك أي مؤشر على ا لإ نفراجة باستثنا ء راتب  شهر تم صرفه لم يحل للموظف اي مشكلة بل زاد من مظاعفاتها ( اعطي لمن ذا القلب واعطي لمن ذ ا العين  ) .
مترافقا  مع شح في العملة  المحلية بعد أن كانت قد شهدت تحسنا ملموسا، شح ليس فقط في سوق الصرف والتداول ولكن في  البنك ايضا ، لقد أنهك كل ذلك حياة الاسر والأطفال وظاعف من معاناتهم  حيث تم تسجيل أكثر من حالة  انتحار بين صفوف الآباء  بعد أن وجدوا أنفسهم غير قادرين على اطعا م اطفالهم والتخفيف من معاناتهم بسبب انتشار المجاعة ولاحياة لمن تنادي .

فكيف  للناس والحال كذلك أن تعيش وهل هناك من صحوة ظمير وحلول عاجلة وملموسة تخرجهم من نفق كارثة المجاعة، بعيدا عن مجرد اجتماعات وقرارات لم  تصل نتائجها بعد إلى أفواههم  إذ هم يأكلون عيشا وليس قرارات .                           
واذا كان  من الصحيح أن شعب الجنوب قد  فوض المجلس الانتقالي وقيادته  ورئيسه  القائد  عيدروس الزبيدي ممثلا له في حمل قضيته واستعادة دولته وأنه قد اوصلها إلى المحافل الاقليمية والدولية والدول ذات التأثير  في القرار الدولي  فإن من الصحيح ان  حياته ومعيشته وخدماته ومرتبات موظفيه تأتي في صلب التفويض طالما كان هو - الشعب - وحقه في الحياة والعيش الكريم الغاية والهدف وفي كل الأحوال . بما هو مجلس الشراكة القيادي وحكومة الشراكة مسؤولين عن حياته في
معيشته وخد ما ته ومرتبات موظفيه ايضا وان لم يكونوا كذلك فمن اجل ماذا الشراكة  هل للتمثيل والمحا صصة وتقاسم المناصب وامتيازاتها.  
       
أن الدولة وبصورة عامة سيادة وطنية ومؤسسات و خدمات ومرتبات وأمن واستقرار وتنمية مستدامة وان لم تكن كذلك فمن اجل ماذا وجدت وماذا عساها تكون وظا ئفها . 
                  
أن على من يراهنون على صبر  الشعب ان يدركوا أن ذلك لن يطول  وان للصبر حدود  فلقد بلغ السيل ا لزبى وبلغت الا نفس الحناجر وربما  ينفجر في ذات لحظة في وجه الكل ( الجوع كافر ) . 
                                
وفي السياق أن تقود قواه السياسية والاجتماعية والمدنية والمهنية نضاله السلمي  للتعبير عن معاناته وايصال صوته للخارج الاقليمي الدولي والمنظمات الحقوقية والمعنية بالدفاع عن الحقوق والحريات، فلم يعد هناك  متسع من الوقت غير فتح المقابر الجماعية.