مقالات


الأحد - 23 نوفمبر 2025 - الساعة 07:15 م

الكاتب: القاضي عبدالناصر سنيد - ارشيف الكاتب


ماهو حق الجار ؟ تساءلت ماهو حق الجار خصوصا لو علمنا بأن حق الجار عظيم كما جاء في حديث المصطفى عليه الصلاة والسلام حين قال "مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه" ولكن في زماننا هذا أصبح الجار لايملك من الحقوق الا نصيب مقسوم من الاذى على اعتبار بأن الحشوش تحسب من باب الصدقات الذي يقدمها الجار على شرف جاره ، نحن اصبحنا نعيش في زمن أصبح الجار القوي له الكلمه العليا في اكل حق جاره الضعيف والتمدد على حساب جاره سواء عبر البناء العشوائي على سقف منزله أو عبر اي بناء يقضم فيه مساحه اضافيه من حق جاره ليضمه عنوة الى ملكه مع العلم المسبق بأننا لانرى جهات الاختصاص وهي تقوم بالتصدي الى مثل هكذا مخالفات ما يضطر المواطن البسيط إلى اللجوء إلى اللجان المجتمعيه وهنا تتدخل المجاملات والوساطات لصالح الطرف الأقوى بينما يضرب المواطن الضعيف كفا على كف وهو يشاهد حقه يضيع وهو تائه بين اوراق ومعاملات يحكمها روتين طويل من دون أن يشاهد الطرف الأضعف النور في نهاية النفق .
لقد كانت حتى وقت قريب محكمة المخالفات أعاد الله مجدها هي من كانت تقوم بإنصاف مثل هولاء المستضعفين بعد الرجوع إلى النيابه العامه المختصه و تقارير المهندسين والجهات ذات العلاقه وتصدر أحكامها وفقا للقانون ، لقد كانت مثل هذه المحكمه نعمة على المجتمع و حافظت على مدار عقود مضت على تماسك المجتمع عبر إزالة مثل هذه المخالفات واطفاء النزاعات والحفاظ على حسن المجوره .
لذلك فإن إلغاء مثل هذا النوع من المحاكم كان خطئا جسيما أعاد إشعال فتيل مثل هكذا نزاعات اذ أصبحت اللجان الشعبيه وأقسام الشرطة مشغولة عن بكرة أبيها في تهدئة مثل هكذا نزاعات لذلك أتوجه إلى مجلس القضاء الأعلى بإعادة احياء مثل هذه المحاكم "محكمة المخالفات" لأجل وضع حد لمثل هكذا نزاعات وكفى بالله حسيبا.