مقالات


الإثنين - 01 ديسمبر 2025 - الساعة 06:52 م

الكاتب: القاضي عبدالناصر سنيد - ارشيف الكاتب


العيون قد تخطى حتى وإن كان بصرك حادا وسليما ، فقد يعطيك البصر قراات خاطئه ، حتى وإن أعدت البصر مرة بعد مره فإن البصر سيعطيك ذات القراءه الخاطئه مرتين ، البصر لن ينقل لك سوى تلك الأحداث التي تقع في ذات اللحظه ومن دون اي اضافات او رتوش ، فلن ترى في هذا الحدث سوى الشخصيه التي تقف امامك كما تراها دائما واقفة ترتدي ذاك الكوت الجميل وترتسم عليها تلك الابتسامه والتي تظهر حينا وتختفي في أحيان ولكن البصيره هي من تجعلك ترى ذات الشخص لكن بعيون أخرى .
الصراخ قد أصبح في أعراف الناس لغة لها كيانها و حروفها الابجديه ورموزها وقواعدها الخاصه ، فهي تظهر وفق مواقيت خاصه يتعوذ الناس من شدة نبراتها ، ولكن مثل هذا الصراخ قد جاء بنتائج ايجابيه أدت إلى تحسين جودة العمل ، رغم أن الصراخ دائما مايعطينا انطباع سئ و يبني في العلاقات جدارا قريبا في وعورته من جدار برلين من الصعب تجاوزه فالصراخ لايكتب تاريخا ولايعطي وقارا ولايفرض احتراما .
تاملت في تلك الشخصيه الذي تنثر الود بمقدار ، و توزع الابتسامات هنا و الدعابات هناك وتجعل من الصراخ مثل المقبلات الحاره تظهر في الوقت بدل الضائع لكي يعطي للحزم صوتا وعنوان اخر ، واحيانا يجد فسحه مستحبه يقضيها في القهقهات كنوع من الترويح عن النفس ، في البدايه لم اكن أبالي لان معرفتي بهذا الشخصيه تعود إلى عقود مضت بنيت هذه المعرفه على نحوا مما آراءه وبعضا مما اسمع ولكن مثل هذا البناء سينهار عاجلا أو آجلا لأن ألاساس الذي تم عليه البناء لم يكن متين كما أن الكلمات لايمكن لها أن تكون لبنات لبناء مثل هذه المعرفه إنما قيمة الرجال تبنى على أساس المواقف ،
لقد وضعني الله تبارك وتعالى في مواقف ليس لأجل أن أمر على تلك المواقف مرور الكرام إنما لأجل أن اخد منها الدروس والعبر ، فقد مرت في حياتي شخصيات عديده منها من ارتدى لباس الوقار ومنها من ارتدى الكوت والكرافات ومنها من ارتدى ثوب المصالح يتحدثون جميعا بلحن القول كلا وفق للمفردات الذي تربى عليها والوجوه الذين اعتادوا على الظهور بها ، ولكن رأيت من بين تلك الوجوه من وقف إلى جانبي واخد بيدي وانا اشاهد في ذهول هذا الفعل النبيل بعد أن علمت أن ذات الموقف قد تكرر بذات النبل مع الغير.
الله سبحانه وتعالى قد ينظر إلى من يذكره مره ولكن ينظر إلى من ياخد بايدي الناس مرات فالعمل الصالح لايتطلب قميصا ودقنا للقيام به إنما يتطلب ايمان حتى يوفق الله من يشاء من عباده لفعل مثل هذا العمل الصالح ، فقد تكون القيمه الماديه لمثل هذا العمل الصالح لاتكاد ترى ولكن قيمة هذا العمل لا تقاس هنا في الماديات إنما تقاس بالفعل ، لأن قيمة هذا الفعل عند الله أكبر وأعظم ، لذلك لا تنظر ابدا إلى الوجه الذي يظهر به امامك إنما ارجع البصر لترى الوجه الجميل الذي يخفيه عنك وكفى بالله حسيبا
القاضي الدكتور عبدالناصر احمد عبدالله سنيد