مقالات


الجمعة - 05 ديسمبر 2025 - الساعة 05:49 م

الكاتب: القاضي عبدالناصر سنيد - ارشيف الكاتب


يقول المثل الشعبي المصري الشهير شبكنا الحكومه.وبقينا قرايب ، وهذا المثل الشعبي يحمل دلالات ورموز لاتغيب عن ذوي الألباب ، بعد أن التئم شمل المتخاصمين في فندق الكروان وتصالح الجميع وعادت مياه الحب والقبول تتدفق إلى مجاريها وافرغت عن آخرها كل مخزونات القلوب من العتاب لتحل مكانها المودة .
اتفق الجميع على كلمة سواء وميثاق شرف جديد بان كلمة حقوق قد أصبحت من ألافعال الشاده للماضي والمنبوده في قواعد وقواميس اللغه العربيه الحديثه فليس لهذه الكلمه المغضوب عليها تصريف يمكن الوثوق ، لذلك يمكن تصريف كلمة حقوق لتذهب لحال سبيلها مكرهة في مجاري السيول.
اللقاء في فندق كروان قد تم بالزي الرسمي الكوت والكرافات وعلى شرف موائد البوفيات المفتوحه وعلى قاعدة تعال ابوس راسك مرتين مره تعبيرا على الحب ومره تأكيدا على هذا الحب وقد تسابق المبايعون السابقون والجدد على تأكيد تفاصيل بيعة القبول بالقبلات.
هذا المشهد الرومانسي اعادني إلى الوراء إلى شهور مضت حينما كانت البيانات والقرارات بين الجانبين حامي الوطيس ونحن نشاهد عن كثب مثل هذا السجال وقلوبنا تكاذ أن تنفطر على حال السلطه القضائيه على اعتبار انه إذا اشتكى عضو تداعى له سائر الاعضاء بالسهر والحمى ولكن انتهى هذا السجال على قاعدة لاغالب ولا مغلوب ولا ادري هل تم ذبح ثور إكراما لهذه النهايه الدراميه لأن بلادنا هي البلد الوحيد في العالم الذي ينهي الخصومات والنزاعات بتضحة ثور علما بأن الثيران ليس لها ناقة في هذه النزاعات أو جمل ، ماقادني الى السوال التالي من هو الثور الذي تم التضحيه به؟ تساءلت هل هو ثور شديد البياض يسر الناظرين ؟ أو هل هو ثور اصفر فاقع لونه لاشية فيه اي عيوب ، فلم أجد ثور تنطبق عليه مثل هذه الصفات افضل واسمن من المطالب الحقوقية والذي اريقت دمائها لأجل مردود مثل هكذا قهقهات وكفى بالله حسيبا.
القاضي الدكتور عبدالناصر احمد عبدالله سنيد