مقالات


السبت - 06 ديسمبر 2025 - الساعة 04:35 م

الكاتب: ابوبكر المنصوري - ارشيف الكاتب



في البداية نبارك لشعبنا الجنوبي الأبي تحرير وادي وصحراء حضرموت من احتلال النظام اليمني الجاثم على صدورهم منذو عام 1994م مارس فيه كل أصناف النهب والبسط للثروات وترك حضرموت تعاني الأمرين وهي ترى ثرواتها تنهب بشكل مجحف وكل مقوماتها يتم تدميرها بشكل ممنهج حتى جاء الخلاص في الثالث من ديسمبر لعام 2025م وتم تحرير الوادي والصحراء في حضرموت بشكل سريع وخاطف وانعكس ذلك على استقرار الوادي بشكل مباشر بعيدا" عن الدخول في دوامة صراعات طويلة الأمد ستدمر الاخضر واليابس وستهلك الحرث والنسل وستكون حرب استنزاف سيخسر فيها الجنوب خيرة الرجال والأبطال لكن نحمد الله على سرعة الحسم .

قرار التحرير كان قرارا" صائبا" تم اتخاذه من قبل القيادة السياسية ممثلة بالاخ الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزبيدي بموجب مناشدات كثيرة من قبل أبناء حضرموت وبعد صبر طويل تدخلت القيادة واتخذت هذا القرار بتحرير الوادي بشكل مباشر وتمت الأمور ولله الحمد بصورة سريعة وحاسمة مما يعني أن الخطط كانت مدروسة ومعدة بعناية عسكرية فائقة مما استدعى الاستعداد التام في لحظة الحسم وساعة الصفر وأعلن التحرير وتنفست حضرموت الصعداء بعد طول انتظار .

هناك طموحات للشعب الجنوبي أعلنها ولن يقف في منتصف الطريق وسيواصل مسيرته لتحقيقها وهي استعادة دولته المعترف بها قبل عام 90 م على التراب الجنوبي وسيفرض سيطرته على كافة الأراضي الجنوبية من المهرة إلى باب المندب وهذه الطموحات حق مشروع يناضل من أجلها لعقود من الزمن ولازال يناضل حتى تحقيقها . ومن طموحاته بناء قوات مسلحة جنوبية تدافع عن أرضه وتحمي سيادة دولته ليعيش الشعب في الجنوب في كرامة وعدل ومساواة في الحقوق والواجبات ولديه طموحات أن يبني علاقات حسن الجوار مع دول الإقليم والعالم علاقات تقوم على الندية والشراكة في الاقتصاد والأمن القومي والثقة التي تقوم على صيانة العهود والمواثيق الدولية بين الدول ومراعاة المصالح الدولية والحفاظ عليها وفق هذه العهود والمواثيق .

لكن تضل هذه الطموحات محفوفة بالمخاطر والمخاوف عبر المراحل بسبب الصراعات الإقليمية والدولية والصراعات الداخلية من خلال إشعال الصراعات من مكان إلى آخر ولكون الجنوب يتميز بموقع جغرافي استراتيجي هام ويزخر بالثروات التي كانت محل أطماع الكثير مثل أطماع واجندات الأحزاب اليمنية التي ظلت ولازالت متمسكة بالبقاء في الجنوب من الاستنزاف لموارد وثروات الجنوب وتسخير كل ما يخدم اطماعها في تثبيت نفوذها بشتى الوسائل ونلاحظ ذلك في منهجية الشراكة الحالية التي تمارس من خلالها كل ماهو في صالح خدمة أجنداتها .

نحن اليوم بحاجة ماسة في الجنوب إلى الحفاظ على هذا الانتصار في حضرموت وعدم العودة للمربع الأول بحيث أنه ينبغي نشر جميع القوات المسلحة الجنوبية في كافة مناطق حضرموت وعدم ترك الفراغ وايضا" العمل على تمدد النخبة الحضرمية إلى إلى الوادي والصحراء وتجنيد الكثير من أبناء حضرموت في النخبة وفي القوات الجنوبية المسلحة وتسليم قيادة تلك القوات لقيادات من الطراز الأول من أبناء حضرموت وتكون القوات الجنوبية المسلحة من أبناء المحافظات الأخرى رافد أساسي مع أبناء حضرموت للحفاظ على أمن واستقرار حضرموت بشكل عام ولا تسمح هذه القوات إن تكون حضرموت مرتع للإرهاب أو التهريب وهذا يعني أن انتشار القوات المسلحة الجنوبية من المهرة إلى باب المندب يعطي انطباعا" إيجابيا" بأن الجنوب يسير لرسم خارطة دولته المستقلة بإذن الله .