مقالات


السبت - 06 ديسمبر 2025 - الساعة 09:26 م

الكاتب: القاضي عبدالناصر سنيد - ارشيف الكاتب


الاصدقاء مثل البنيان المرصوص يشد بعضه بعضا وخصوصا عند الشدائد ونوائب الدهر عملا بالمثل الشعبي الذي يقول الصديق وقت الضيق ولكننا نعيش في أوقات عصيبه تغيرت فيه عقليات الناس فأصبحت الصداقه عباره عن عنوان ولكنها فارغة من المحتوى ، فلاتجد من يقدر مثل هكذا صداقات أو يقف إلى جانب الاصدقاء إكراما للايام الخوالي ولكن في المقابل سوف تجد مثل هذا الصديق هو يضع العثرات امامك لتقع في حفرة ما أو على أقل تقدير يصطاد خفية من وراء ظهرك يبحث بصمت عن الخطاء الذي يصلح ليكون عنوان بضاعه رابحه يتم تسويقها لمن يدفع أكثر ، يبحث بها عن مكاسب يصب ريعها في فائدته ، مثل هذا الصديق المودرن تجده بائع لهذه الصداقه في كل سوق يبحث في مقابلها عن دراهم معدودات.
تساءلت ماقيمة الصداقه؟ وهل للصداقه قيمه في أيامنا هذا وكيف تحسب قيمة الصداقه ؟ هل تحسب قيمة الصداقه وفقا لقيمة الخدمات والمصالح الذي نقدمها للأصدقاء؟ أو هل تحسب قيمة هذه الصداقه وفقا لكثرة الدردشات سواء عبر تطبيق الواتس أو عبر الهواء الطلق ؟ خصوصا بعد أن ظهر إلى الوجود فئه جديده من الاصدقاء يطلق عليها شعبيا ابو شريحتين بل إن البعض من هولاء يمتلك المزيد من تلك الشرائح الذي يتم تفعيلها عند الحاجه ، لذلك فإن اختيار الاصدقاء في هذا الزمان هو أشبه عن البحث عن ابره في كومة قش ، فلن تجد في أيامنا هذه من يعير الاهتمام للوفاء بعد أن أصبح الوفاء بضاعه كاسده لاتسر الناظرين ، فشتان بين اصدقاء الأمس وأصدقاء اليوم.
الثقه ميزه غاليه يجب أن يستحقها من يبحث عنها ، فهي ليست برسم البيع ولا تعطى عن طريق الوساطات أو المنظمات الدوليه إنما تروى بالصدق وتبنى على المواقف لأن المواقف هو الميزان الذي تميز فيه بين الخبيث والطيب ، فالصديق إذا تبسم رائيت إشراقة ابتسامته على مبسمي وان تألم سمعت صرخات المه تصدر من اضلعي وكفى بالله حسيبا.
القاضي الدكتور عبدالناصر احمد عبدالله سنيد